فتحي الشوك
الخوانجي .. تخيّل أنّ فريقك الوطني لكرة القدم الّذي يمثّلك ويرفع علم بلدك يخوض مقابلة في دور المجموعات للترشّح الى دور الثّمانية مع فريق آخر لا تهمّه نتيجة المباراة بعد خسارتين متتاليتين وعرض دون المستوى ليدفع في تلك المباراة المحسومة نظريا وعلى الورق بتشكيلته الاحتياطية، سجال كروي لم يلق اهتماما سوى من بعض وسائل الإعلام المحلّية وأخرى أجنبيّة لا علاقة لها بكرة القدم ولا بالشّأن الرّياضي.
كانت كلّ المؤشّرات تخدم لصالح فريقك برغم من الأنباء المسرّبة عن تسيّب وعدم انضباط اللّاعبين وجوّ مشحون ومناوشات بل وخلافات بين عناصر الفريق أخرجت الى العلن، حتّى أنّ بيبو المهاجم المدلّل وصف قلب دفاع الفريق بـ الخوانجي المتزمّت الّذي لا يعمل في صالح المجموعة والفريق ليجيب عليه الأخير بأنّه تافه ودون المستوى ولم يكن ليوجد بينهم ضمن قائمة النخبة لولا فرضه من قبل المسؤول الكبير، تلاسن بين اللّاعبين وخصومات وشتائم ظهرت للعلن لتكون عناوين الصّحف الصّادرة وموضوع نقاش واهتمام الإذاعات والبرامج التلفزيونية ولم يدر بخلد أحد أن يكون لذلك تأثير على مجرى ونتيجة المباراة.
كان التّعادل يكفي وفي أقصى الحالات هزيمة بفارق هدف والجميع كان ينتظر صفّارة الحكم بعد مردود هزيل للفريقين وكأنّها حصّة تمرينية لفرق الأقسام السفلى، الى أن حدثت المفاجأة بكرة مخادعة غيّرت اتّجاهها الرّياح العاصفة لتلج المرمى ليفقد بيبو أعصابه ويلقي باللّائمة على الحارس وقلب الدّفاع فيغتنم المنافس الفرصة ويفتكّ الكرة ويسجّل الهدف الثّاني في الدّقيقة الأخير من وقت بدل الضّائع وسط دهشة الجميع. ليطلق الحكم صفّارة النّهاية ويحدث ما لم يتوقّعه الأشدّ تشاؤما.
كان من الممكن أن يحقّق مرور الفريق إلى الدّور الثّاني بعض المكاسب المادّية هو في أشدّ الحاجة إليها في ظلّ أزمة مالية خانقة وشحّ الموارد، كما كان من المتوقّع أن يدخل فرحة في جمهور يحتاج الى فرحة ولو وهمية، لكنّ اللّاعبين أبوا ذلك.
هكذا نحن لا نحتاج لمن يهزمنا بقدرتنا على هزيمة أنفسنا ودوما ما نسجّل الأهداف ضدّ مرمانا ولو في الوقت بدل الضّائع.
لكلّ داء دواء يستطبّ به … إلّا الحماقة أعيت من يداويها.
د.محمد فتحي الشوك