منجي الخضراوي
الوثيقة الأولى… حين تكون قواد ما تلعبش فيها ثوري
لم أكن أريد الدخول في مواجهة لكنه دفعني دفعا… عام 2009 كان الشعب التونسي يرزح تحت وطأة القمع والدم وكانت السجون ملأى تزدحم بالآلاف… عصابات الطرابلسية وجميع أنواع المافيا تقهر الناس؛ وقتها كانت بعض الأذرع الإعلامية تتشكل لتأييد حالة القمع وتمكين بن علي من السلطة مدى الحياة.
كانت التلفزة التونسية اكبر أهداف النظام فهي أخطر فضاء يمكن أن تقع فيه المعركة؟ عندها تم الدفع بشخص تجمعي تربى بين أحضان القوادة، وتمكينه من نقابة التلفزة… مكنوه من محاصرة العديد من الأصوات كما مكنوه من “عظيم” مع كاكتوس Cactus وقتها كان لسامي الفهري والطرابلسية كل المفاتيح… كان عدد من الصحفيين يخوضون معارك تسوية وضعياتهم حتى بلغ الأمر حد التهديد باقتحام نشرة أخبار الثامنة وتوجيه نداء إلى الشعب… عندئذ تدخلت ماكينة لوضع محمد السعيدي القادر أكثر من غيره على تقديم الخدمات الأكثر قذارة ووضاعة… وعندما احتدت حركة الصحفيين وجه رسالة قال فيها انه سيكون جنديا من جنود انتخابات 2009 التي وضعت بن علي على سكة الحكم مدى الحياة… وفعلا كانت لمحمد السعيدي صولات وجولات في تبييض وجه النظام وتمكين الطرابلسية من جزء من التلفزة مقابل عظيم صغير… لقد استغل وجوده في منظمة بحجم اتحاد الشغل ليلعب دور القواد الذي بدأ يتشكل شيئا فشيئا.

محمد السعيدي اليوم هو كاتب عام جامعة الإعلام في اتحاد الشغل وهو يمارس البلطجة النقابية ويتعامل مع التلفزة العمومية وبعض وسائل الإعلام كمنصات التحقيق مصالحه الخاصة. لقد كانت بداية الرحلة قوادا وهو اليوم يدعي الثورية. القوادة كان سلوكا نحت شخصيته، وهو اليوم من العناصر الأساسية في تدمير المشهد الإعلامي واستغلاله لأغراض شخصية ولتصفية الحسابات…
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.