أحمد الغيلوفي
اتحاد الشغل الذي دخل وثيقة قرطاج مع الباجي وخذل منظوريه وتواطأ مع وزير التربية ضدهم باعتراف الوزير، ثم ساند الزبيدي صاحب الدبابتين ثم ساند القروي افسد خلق الله ضد قيس سعيد، لم يكن ذلك إلا ليضمن العيش فوق القانون.

المكتب التنفيذي للاتحاد يستعمل الشغيلة كدروع بشرية بدون اية مبدئية: يقوم بخيانة مطالب الشغيلة ويصطف مع السلطة اذا كانت السلطة تحميه وتضمن له مقدارا صالحا من البلطجة والتبوريب: قام الأساتذة بأضخم إضرابات في تاريخهم واتخذت هيئتهم الإدارية قرارات “نضاليه” فاجتمع المكتب التنفيذي في الحمامات ورفض تلك القرارات وذهب الطبوبي جريا الي الباجي.
أما اذا لم يقدم من في قرطاج والقصبة ضمانات لمن ادمن العيش فوق القانون حينها يقع تذكر الشغيلة والنضال والمطالب حتى والبلاد في حالة حرب مع وباء قاتل.
عندما أراد الباجي وبن تيشة التخلص من الصيد صنع حكاية وثيقة قرطاج ذهب المكتب التنفيذي حافي القدمين لقرطاج لكي يشارك فيها. قلت أيامها لقيادي بارز في الاتحاد “اتركوهم يسقطون، هم يحكمون وعليهم تحمل مسؤوليتهم..” قال لي: “الاتحاد له مسؤولية وطنية، لا يجب ترك البلاد تنهار”.
متى “يُنقذ” المكتب التنفيذي البلاد ومتى يكون مع السلطة وضد منظوريه ومتى يتذكر النضال ويشن الإضرابات حتى وان كانت البلاد في حالة حرب؟
ما دلالة مظاهرة صفاقس ضد إجراءات قضائية؟ تبوريب فوق القانون واستعداد لأيام عصيبة قادمة ستجعل الكثير من الفاسدين أمام القضاء. علينا معرفة ما حدث في قضية موظف البريد في توزر كيف نُقلت القضية لتونس وخرج سالما.
ماذا تعني “يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح” في صفاقس؟ كيف أُقحِمَت؟ هذه التعويذة يُطلقها كل من له مطلب غير مشروع اخلاقيا وقانونيا وبالتالي لا يضمن التعاطف السياسي، فيتم اللجوء الى تلك التعويذة للتغطية على قضية الحال فيصبح المعنى مايلي: “راااانا ضد الخوانجية الي قتلوا البراهمي وبلعيد.. تعااالوا معانا باش نجو معاكم نهار اخر”. وهكذا تصبح فزعة يجتمع فيها كل من يخشى القانون في المستقبل: الهُلاّك والمُلاٌك وجند الله والفساق والسراق وكل من عامل عملة او خرج من الانتخابات وقاعد يرحي..
وهناك تعويذة أخيرة للاحتياط: اذا نقدت الاتحاد فانت داعشي. هناك مصري نقد السيسي فقالوا له أنت إخوان فقال: “دا انا مسيحي يا أولاد الكلب”. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.