نور الدين الغيلوفي
كتبت بعض النقابات بمنزل شاكر بيانا مشتركا احتجاجا على زيارة نائبة بمجلس نواب الشعب إلى معهد ثانويّ في سياق الاستعدادات الوطنية لاستئناف الدراسة من أجل إنقاذ شهادة البكالوريا…
خطيئة نائبة الشعب أنّها من حزب حركة النهضة.. فهي إذن لا تمتّ بصلة إلى الشعب الذي ينتمي إليه هؤلاء النقابيون الممضون على البيان المشترك عملا بقولة ” إحنا شعب وانتو شعب” الشهيرة…
ولمّا كانت النائبة فائزة هلال من حزب حركة النهضة فلا يجوز عليها سوى فعل “تسلّل”.. وإذن فقد تسلّلت ( ! ) إلى مؤسّسة من مؤسسات الشعب (معهد منزل شاكر).. ودليل التسلّل أنّها ذهبت في العتمة مصحوبة بمعتمد الجهة (سلطة تنفيذية) ورئيس البلدية (سلطة محلّية) خارج أوقات العمل ! في توظيف سياسي رخيص !!!
كان عليها أن تزور المعهد في أوقات العمل لتحقيق أمرين:
# أن تعطّل سير الدروس وتفسد على التلاميذ انسجامهم.. وتكتفي بصورة تلتقطها معهم وتعود أدراجها كما يفعل كثيرون من السياسيين والنقابيين…
# و”باش تاكل طريحة” مثل زميلها محمّد العفّاس على مرأى من التلاميذ والأساتذة والإداريين والعملة تنقلها وسائل الإعلام حتّى يظهر للعموم كيف تؤدّب النقابات الوطنية كلّ المتسلّلين.. أمثالها ومثيلاتها.
بدت عصابات الاتحاد العام التونسي للشغل كما لو أنّها تثأر من الشعب في نواب الشعب تدور خلفهم حيث داروا…
# إمّا باعتراض سبيلهم وضربهم وتقطيع ثيابهم وسرقة أمتعتهم إذا كانت حاضرة.. كما فعلت مع نائب الشعب عن ائتلاف الكرمة الطبيب محمّد العفّاس…
# وإمّا بملاحقتهم ببيانات الإدانة والشجب ومهاجمتهم بقبيح العبارة ومخذول البيان.. كما كتبت في نائبة الشعب عن حزب حركة النهضة السيدة فائزة هلال…
كيف يفكّر هؤلاء ؟
هل ينجزون من الأعمال شيئا مفيدا؟
هل يتدرّبون على شيء غير البلطجة؟
أليسوا بهرجهم ومرجهم وعنفهم وعفَنهم يستدرجون البلاد إلى فوضى الإحتراب؟
لماذا يمضون هروبا إلى الأمام؟
أليس بينهم عقلاء يبيّنون لهم حدود الأشياء وحقائق الأمور ومحاذير ما يفعلون؟
هل وجب على نائب الشعب، كلّما أراد أن يؤدّيَ دوره في جهته، أن يستأذنهم ويمرّ عبر قناتهم؟
نواب الشعب، على علّاتهم، انتخبهم الشعب في انتخابات عامّة علنية شفّافة ليمارسوا أدوارا لهم ضبطها الدستور وبيّنتها القوانين، فمن الذي أوكل إلى هؤلاء الأوغاد أن يتعاطوا مع مرافق الدولة كما لو أنّها محتلَّةٌ من قِبَلهم؟
يوما بعد يوم يثبت بعض النقابيين الموتورين أنّهم باتوا عبئا على البلاد يستدرجونها إلى دوّامة عنف لا يدري أحد أفقا لها متى استطاعوا إشعال فتيلها.. لا قدّر الله…
جهة صفاقس معروفة بالنضال وبالعمل والإنجاز.. كانت مساهمتها في الثورة عظيمة.. وبعد هروب رأس النظام لم تنخرط جماهيرها في التخريب ولم تتعطّل فيها الأعمال.. فبقيت منارة للعلم وورشة للعمل… وهي من الجهات القليلة التي غلب عقلاؤها.. غير أن “بلطجيّة” الاتّحاد يشدّونها إلى الخلف ويصرّون على إفساد ما أنجزه العقلاء فيها…
لا أظنّ أنّ الصفاقسية، بما عرفناه عنهم من احترام للعمل وتقدير للواجب ومن تقديس للوطن يسمحون لكمشة من “المنحرفين” أن يلوّثوا مناخها ويعبثوا بمرافقها…
جميع الناس يدركون أنّ مشكلة النقابيين ليست مع النهضة ولا هي مع ائتلاف الكرامة.. مشكلة هؤلاء مع الدولة القوية العادلة التي تطبّق القانون الذي يخشى منه مديرو هؤلاء المنحرفين.. مشكلة هؤلاء مع القضاء الذي لم يخضع لتهديدهم ولم يستسلم لبلطجتهم ولم يخش وعيدهم…
هؤلاء اختاروا أن ينحرفو عن مسار اختارته البلاد فنجت به ممّا جُرّت إليه بلاد أخرى.. هؤلاء يستدرجون البلاد إلى العنف والفوضى..
تلك مياههم التي يعيشون فيها…
وقى الله البلاد من شرّهم
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.