رضا الكزدغلي
تغريدات “مجتهد” التي نشرت اليوم مجمّعة في حزمة واحدة وتم تلقّفها بسرعة في فضاء “الفايسبوك التونسي” رغم تخصّصها بمجال “تويتر”، تثير لديّ عديد التساؤلات حتى لا أكون “خِبا ولا الخِب يخدعني” :
1. لماذا انتقل مجال اهتمام “مجتهد” من الشأن الخليجي (الإماراتي والسعودي خصوصا) إلى الشأن التونسي ولم يتحدث مثلا عن الشأن المغاربي وعن الأزمة الإماراتية المغربية أو صلابة الموقف الجزائري تجاه المؤامرات الإماراتية ؟ ولماذا تم تجميع تغريداته في حزمة نشر واحدة عوض نشرها تباعا كما عرفت عنه ذلك منذ متابعته مع انطلاق الحرب على اليمن ؟، هل كان المقصود من ذلك إبلاغها مرّة واحدة لتجد مجال نشرها موسّعا عبر الفايسبوك في وقت زمني ضيق مرتبط بما يروج له خلال شهر جوان وبناء على أن تويتر ليس من تقاليد التونسي في الفضاء الافتراضي؟ مما يوحي بأن “المجتهد” على علم بتفاصيل الواقع التونسي في تفاعلات الرأي العام فيه وآليات ذلك علما عاما أو استخباراتيا.
2. المعلوم عند الجميع أن “مجتهد” قريب من الجهات الاستخباراتية السعودية والإماراتية أو ربّما هو جزء منها وتلك فرضية أخذ بها العديد من المتابعين للشأن الخليجي، ممّا يثير التساؤل لماذا لم يتم اكتشاف هذا المُبلّغ المجهول عن خطط محور الشر منذ مدة طويلة ولم يقع تحييده عن التشويش عن أعمالها؟ هل عجزت فعلا عن مثل هذا الأمر أم أنها صارت تعتمده في سياق حربها النفسية على خصومها الذين تعمل على استهدافهم بالمؤامرات والأعمال القذرة خاصة عندما يتعلق الأمر بسيادة الدول.
3. هل يمكن اعتبار حزمة ما نشر عن “مجتهد” كطريقة غير محرجة قانونيا الاقتراب من أنصار هذه الخطة المؤامراتية والإعلام والتعبئة لديهم وإظهار القدرة على التخطيط الممنهج لتنفيذ خطة المؤامرة على أمن تونس واستقرارها بالتنسيق مع العملاء من الداخل من كل المستويات السياسية والإعلامية وربما الأمنية كما ورد في التغريدات.
4. ماذا لو أن الخطة المنشورة كانت للتمويه في الحين الذي يتم فيه العمل على خطة بديلة غير معلومة يكون لها أثر المفاجأة لها قويا بعد التنويم؟
5. وعلى فرضية أن الخطة صحيحة وقائمة، أليس في نشرها ضرب نفسي عميق لمعنويات الشعب التونسي بالايهام بالقوة والتأثير والنفاذ لكل المواقع الحساسة في البلاد (خطة توظيف الصحاف العراقي لا تزال في الذاكرة) ؟
وعلى كل حال وفى كل فرضية لا بد من الانتباه والحذر والعمل بمبدأ “الحجرة التي لا يجب أن تغيب عن اليد اليسرى” وقراءة سورة يس لرجم كل من يريد لهذا الوطن الضرر.
ولا تنسوا أن وراء الإمارات والسعودية ومصر في هذه المؤامرة الكيان الصهيوني.