هل سلم الباي تونس للفرنسيين..؟

أحمد الغيلوفي

أرجو المعذرة من الأصدقاء المحامين
جانب كبير من تعثُّر المسار الديمقراطي وتعفن الوضع السياسي ساهم فيه المحامون الذين امتطوا العمل السياسي بعد أن التقط كل واحد منهم صوره أمام الداخلية يوم 14 جانفي. إضافة الى ضحالة فكريه عجيبة ووضع أيديهم في “طنجرة” الفساد الدسمة وشكلانية قانونية مُكبِّلة فان بحثهم عن “البوز” لخدمة مكاتبهم باستعمال معلومات المقاهي قد جعل الحياة السياسية أشبه بسوق أسبوعي للدواجن والخردة والأثاث القديم.

ماذا يعني أن يقول محام ووزير سابق “في مثل هذا اليوم سلم الباي التركي تونس للفرنسيين”؟ كسل فكري وجهل وترديد لمعلومات المقاهي.
هذا ما نجده في “المسألة التونسية” نقله وعلق عليه د. عبد الجليل التميمي، دار الكتب الشرقية، تونس فيفري 1973 :
ص 125 “وبعد دخول الجيوش الفرنسية الى ولاية تونس صرح باشا تونس أن “ذلك يُعد عملا ضد كل مبادئ حقوق الإنسان، واحتج باسمه وباسم الإمبراطورية العثمانية ثم حمٌل الحكومة الفرنسية مسؤوليه النتائج المترتبة عن هذا الحادث”.
ص 131 “بعد دخول الجيوش الفرنسية التراب التونسي نصح الباب العالي باشا تونس برفض أي فكره للحماية”.

• رسالة من باشا تونس الى الوزير الأول التركي بتاريخ 15 ماي 1881 “اعلم سيادتكم أن الجنرال قائد الجيش الفرنسي يوجد كما أعلمت سيادتكم بمنطقة “الجديدة”، وقد دخل الى مقر إقامتي يوم الخميس تصحبه فرقة من جنود الخيالة وطلب مني إمضاء معاهدة حماية، مُعلنا انه لن يغادر إلا بعد حصوله عن جوابي ولم يُمهلني إلا اربع ساعات. وعندما لاحظت اني وقعت تحت ضغط القوة أمضيت المعاهدة دون دراستها أو مناقشة أي بند منها، معلنا اني أمضيتها رغما مني وتحت التهديد” (ص 131).

في صفحة 134 نجد برقية الاحتجاج التركية على معاهدة باردو والتي بعثها الباب العالي الي باريس وفيينا وبترسبورغ وروما وبرلين بتاريخ 16 ماي 1881.

بقية الكتاب ترسم لوحة سوداوية لإمبراطورية هرمت وشاخت تحاول بطريقة ميؤوسة المحافظة على مناطق نفوذها وقوى فتية وقويه تتقدم بثبات وتفتك الأراضي بقوة السلاح.