الحبيب بوعجيلة
ومع ذلك نتوقع أن تنفض الشراكة قريبا بين النهضة والتيار والشعب
تحليل وضع
بعض الأصدقاء العارفين بميدان اللوبيات وأسرارهم حدثوني عن المجهود المزعج للفاسدين والذي يبذله بصمت كل من وزير التجارة محمد مسيليني في علاقة بحيتان الاحتكار والمضاربة والتوريد والتصدير ووزير أملاك الدولة غازي الشواشي في علاقة بسارقي الملك العمومي والأملاك المصادرة والعقارات المنتهكة ووزير الطاقة منجي مرزوق في علاقة بتدقيق وضع الثروات… هناك فزع مكتوم من أعمال هؤلاء الوزراء الثلاثة لانهم انطلقوا في الاقتراب من الخطوط الحمراء… ما برز فقط هو الهجمة على أنور معروف على خلفية اقترابه من ملفات متفجرة…
رغم اجواء الحماس والتضامن التي تبدو بين عدد من وزراء الحكومة وخصوصا في مجالات تهم وضع البلاد والعباد اقتصاديا فان استمرار الشراكة اصبح مستحيلا حسب ما لدينا من معطيات… التوتر بين حركتي الشعب والنهضة بلغ أقصاه وأجنحة من الحزبين (وحتى بتدخل وتحريض خفي ربما من الغاضبين من أداء الوزراء المذكورين أعلاه) تضغط بلا هوادة لإنهاء العلاقة الحكومية بين النهضة وحركة الشعب.
الحديث عن تجديد الميثاق والتعاقد بين الأحزاب الأربعة لا يبدو انه يسير في الطريق السهل ورغم الأجواء الجيدة بين الوزراء إلا أن العلاقة بين أحزابهم قد تنهي قبل بداية الصيف حكومة الشراكة. أجنحة رفض الشراكة في الأحزاب المشكلة للحكومة هي الأرفع صوتا الآن داخل أحزابها وكثير من هذه القيادات والأجنحة لها علاقات مع خصوم الحكومة اكثر من علاقاتهم بالأحزاب الحليفة بالإضافة الى الضغط الإقليمي الذي سينهي قريبا كل علاقة بين أحزاب حكومة الفخفاخ وأساسا بين النهضة من جهة والتيار والشعب من جهة أخرى..
في البرلمان انطلق الإعداد لتحالفات جديدة بديناميات أخرى لا تبدو بعيدة عن ترتيبات 2019/ 2014…
لكن تبقى كل هذه المؤشرات والمعطيات مجرد توقعات نسبية قابلة للتحول في أخر لحظة في وضع سياسي متقلب. وفي كل الأحوال لا شيء يمنع أن يكون الترتيب الجديد للمشهد خطوة أخرى نحو توفير شروط إنجاز وإصلاح اكثر نجاعة في تحالف حكومي اكثر انسجاما من هذا التحالف… ننتظر ونرى…