Site icon تدوينات

ومع ذلك.. ل منكوروناجزات

ليلى حاج عمر

ليلى حاج عمر

ليلى حاج عمر

فككلّ الشعوب العظيمة، سنترك مستقبلا أحذيتنا عند عتبة الباب، وندخل حفاة، كالأتراك واليابانيين (أضفت اليابانيين حتى لا أتهم بالموالاة لتركيا.. والترويج للنمط التركماني الأردوغاني ) وسيصبح هذا من عاداتنا التي يتوارثها الأحفاد، ويروون كيف أنّ أجدادهم اضطرّتهم كورونا إلى نزع أحذيتهم أمام الباب ذات سنة، بعد أن كانوا يطؤون بها العالم 

وتعلّمنا، وقد مرّ بنا رمضان ونحن في الحجر، كيف نصنع في بيوتنا الزلابية والمخارق، في ثورة كوبرنيكية ثانية غيّرت العالم، وأنّ تحديثا طرأ على الزلابية بتدوير العجينة بآليات جديدة، فأخذت حينا شكل أفاع، وأحيانا شكل خفافيش، وأخرى شكل بطّات ، وأشكالا أخرى عجيبة لا يعلمها إلا الله، وأنّ هذه النقلة النوعية في شكل الزلابية ستدخل التاريخ وستدرّس في الكتب والبرامج للأجيال القادمة.

وتغيّرت طرق فتح الأبواب وسبل الدخول إلى البيوت والتنقل داخلها، وأنّ اللغة ستشهد تبعا لذلك تغيّرا في الإنتاج الكتابي للصغار الذين سيكتبون: ضغط على المقبض بمرفقه، ودفع الباب برجله، ثمّ أغلقه وراءه بدفعة قويّة بالرجل الأخرى..

أمر سيخلخل الأبواب والنوافذ، وسنحتاج فيها إلى التفكير في تحديث تكنولوجي لها بحيث تفتح بغمزة واحدة مثلا، فلا نلمس شيئا، حتى جهاز التسيير.

وسوسة جماعية: فصرنا نغسل أيدينا عشرين ثانية، ثم نعود لنغسل أيدينا، ثم نعيد الغسل ونحن نتخيّل كلّ الفضاء كورونات صغيرة تحيط بنا وتتراقص حولنا وتتبعنا في البرّ والبحر وفي السهل والجبل كما تتبع الصخرة الفهد الورديّ “Panthère rose” فيجري وتجري وراءه دون هوادة. وقد يؤدي الأمر من فرط وضع أيدينا في الماء إلى ظهور قشور عليها كقشور السمك، وربما زعانف في إطار تحوّلنا التدريجي إلى أسماك 
التحوّل إلى أسماك: نهاية سعيدة لنا ستفضي إلى انتهاء كل مشاكلنا البشرية فجأة..

الاعتراف بالآخر مهما كان صغيرا ومجهولا وحقيرا، وترك التعالي وتضخم النحن / الإنسان على بقية الكائنات المرئية واللامرئية على الأرض، والتسوية بين الجميع، فلا أحد على رأسه ريشة غير الهدهد (الهدهد له 4 ريشات هو الطيور التي على أشكاله تقع).
ولا أظنّ أنّ أحدا منا يريد أن يكون هدهدا 
وأخيرا أكبر منجز هذا القليل من الضحك الذي غنمناه في الزمن الكوروني السعيد.
والآن لنرفع السلاح ونذهب إلى المطابخ لنواصل الثورة 

شهية طيبة للجميع 

Exit mobile version