الأمين البوعزيزي
حبيت نحكيلكم حكاية هذا الشعار المرفق لنص التدوينة، ونحكيلكم زادة علاش نحكي فيها
منذ سبع سنوات مضت في بداية شهر أوت 2013 كانت تونس تعيش استقطابا حادا بين دعاة اعتصام للرحيل الذي ولد في قلب عملية الاغتيال الغادر لأحد أبرز قيادات سبعطاش ونائب المجلس التأسيسي الحاج محمد البراهمي في عز شهر رمضان كما هذه الأيام الرمضانية (25 جويلية أيامذاك). اعتصام ضم كل الخصوم الأيديولوجيين لحركة النهضة صاحبة أكبر كتلة نيابية في المجلس التأسيسي الذي انبثق عن انتخابات 23 أكتوبر 2011، مضافا لهم المنظومة القديمة التي بدأت تلقى اعترافا وأياد ممدودة من ضرائر النهضة الأيديولوجيين (أشياع الماركسية السوفييتية) الذين يرون فيها ظلامية دينية إقطاعية ويرون في منظومة التجمع منظومة حداثة بورجوازية.
قابل هذا الاعتصام اعتصام آخر سمي باعتصام الشرعية (عصبه الرئيس حركة النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية حليفها في حكومة الترويكا)، وساندهما طيف من الأحزاب الأخرى فيما عرف بتحالف الشرعية.
كانت البلاد على أبواب إنفجار /احتراب أهلي…. في رحم ذلك ولدت مبادرة #اعتصامتفكيكالسيستام:مبادئ وأهداف لا إنقلاب ولا التفاف. دعا إليه طيف ممن قاطعوا انتخابات أكتوبر 2011 واعتبروها فخ خديعة (خاض خلالها أغلب الأطياف التي ناضلت ضد الاستبداد انتخابات تأسيس في قلب السيستام وبشروط السبستام). لكن أصواتهم كانت أقلية ٱنذاك… لكن سرعان ما صدقت الأيام قراءتهم، إذ اكتشفت الحكومة المنبثقة عن المجلس التأسيسي أنها محاصرة بسيستام يحتكم على كل مفاصل الإدارة زادها رفض اليسار الذي فشل في انتخابات التأسيسي التي شارك فيها ودعا إليها بنفسه في اعتصام القصبة2 وخاض الحملة الانتخابية كتفا بكتف مع النهضة والمؤتمر من أجل الجمهورية. لكن صدمة نتائج الانتخابات جعلته ينقلب مائة وثمانين درجة في تحالفاته، ووسط هذا انفراط عقد كتلة 18 أكتوبر تنفست المنظومة الصعداء وبدأ التخطيط… اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد في شتاء 2013 واغتيال القيادي العروبي محمد البراهمي في صيف 2013 وسط بلاهة الترويكا التي مارست ديموقراطية ساذجة مكنت كل أعداء الديموقراطية من النشاط فعقروا الديموقراطية وقصموا ظهرها (عن السلفية/وكر المخابرات العالمي أتحدث).
المهم في قلب ذلك الاستقطاب المحموم، أطلقنا هذه المبادرة التي لفتت الانتباه منذ الدقائق الأولى لاعلانها في الفضاء السبراني فايسبوك.
مبادرة/خط ثالث متجاوز لاستقطاب حاد بين ترويكا حاكمة أسميناها #خطالالتفاف و”ترويكا” مضاددة أسميناها #خطالانقلاب. رأينا فيهما مشروعين سلطويين واحد يدافع عن شرعية الانتخاب يقابله طرف شريك في الانتخاب لكنه بمجرد الخسارة لاذ بالانقلاب…
وهنا سأتحدث عن نفسي فقط، لسببين؛ باعتباري طرف رئيس في المبادرة وباعتبار أن الأطراف الرئيسية الأخرى موجودة ولا يحق لي الكلام نيابة عنها (المجال مفتوح لهم للإدلاء بشهادتهم أو تصحيح ما أقوله إن رأوا فيه تلاعبا).
طرحنا الشعار المرفق أسفله ونصا/لائحة ودعوة لاعتصام ثالث بديلا عن اعتصامي “الرحيل” و”الشرعية”.
كثرت الاتصالات والتساؤلات إعلام وسلطة ومضاددة وشباب الثورة. الرافض لفسطاطي “الرحيل” لتحكم المنظومة القديمة بقراره وتمويله. و”الشرعية” لسلطويته الغنائمية.
ذات ليلة رمضانية رن هاتفي، ألووو مرحبا…. سي الأمين معايا… نعم… أنا فلان ممكن نشربو قهوة الليلة… حاضر يكون ذلك إن شاء الله.
كان الموعد وكان اللقاء… صديقين قديمين من أيام الدراسة باعدت بيننا الأيام… رسولان يحملان عرضا يتبنى دعم مبادرة الاعتصام وتذليل صعوباتها اللوجستية (خيام ضخمة وحافلات تنطلق من كل الولايات ومنابر يومية صحف واذاعات وتلفزات وصك بنكي على بياض من دينار لمليار). ابتسمت (من يعرفونني عن قرب، يعرفون لطفي الغامر القادر على مصافحة أكثر الخصوم اختلافا دون أدنى تنازل ودون اغضابه) قلت: طيب، نحن طرحنا مبادرة متجاوزة لحالة الاستقطاب الحاد وقبولنا بهكذا عرض معناه وقوعنا في قلب الاستقطاب، ما عملنا شيء!!!
أجابا بترغيب أسطوري ووعد أن لن يكون ثمة أي تدخل في فلسفة الاعتصام وخط خطابه… مصافحة وابتسامة أنهت اللقاء (الصديقان موجودان بامكانهما تكذيبي إن وجدا تلاعبا).
المهم، بالنسبة لي اعتبرت ليلتها أن الاعتصام تم وأنجز مهماته… وطويت الصفحة.
علاش نحكي في حكاية عندها سبعة سنين؟!
- الأيام هذي حديث ودعوات لاعتصام رحيل ٱخر وإعادة تنشيط شعارات من قبيل واحب إسقاط “حكومة الترويكا 2” وتنشيط الاستقطاب الهووي الذين أطلقنا عليه عام 2013 #التزييف_الأيديولوجي_الوقح!!!
- الاعتصامات تخفي وراءها ماكينة ضخمة: #تمويل_البدايات وبالتالي #التحكم_في_المٱلات/النهايات/
الحصاد - مش ساهل تنجز اعتصام للتغيير دون دخول مفسد الحساء على الخط!!!
- أتابع منشورات بعض غرف الاعتصام المنشود: يا إلهي!!!
ماركس يقول إن التاريخ لا يعيد نفسه إلا في شكل مهزلة.
والمهزلة اليوم: تدوينات لأبشع وجوه المنظومة المافيوزية الفاشية جنبا إلى جنب مع تدوينات يسار الروز بالفاكية الذي هندس 23 أكتوبر 2011 وهندس اعتصام الرزو بالفاكية وخرج بصبع جبل الوسط!!!
شوف يا وظيفيين، يا شهيلي!!!
لم نشارك في محفل خديعة أكتوبر، ولم نترشح لبرلمان 2014 وبرلمان 2019 رغم حظوظنا المطلقة في الفوز، لكننا لن نكون تياسة /حلّالية لإعادة المجرمين كما تفعلون… لن نقبل بجريمة إنقلاب على حكومة وبرلمان شاركتم في منافساته وانتخاباته!!!
الثوريون ديموقراطيون لا انقلابيون… و #الثورات_أفقية حيث حاملها الاجتماعي وبلداتها وجغرافياتها وليست اعتصاما مركزيا سلطويا هوليوديا تحميه السلطة وهدفه إسقاط السلطة!!!
كابّيتو يا تياسة؟!
وساعة يأتي أجلكم جميعا لن تستأخروا ساعة.
الأمين البوعزيزي
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.