أحبتنا في مصر ومرارة القهر…

الحبيب بوعجيلة

أحبتنا في مصر ومرارة القهر… وتجمعوا العشاق في سجن القلعة
(نماذج من تدوينات أصدقاء مصريين.. كتاب مثلنا خارج الاصطفافات الحزبية في مصر الثورة)… ويسقط يسقط حكم العسكر..
عندما تقرأ لمثقفين وكتاب أحرار في مصر ممن انتصروا لثورة 25 يناير وكانوا خارج التجاذبات والاصطفافات الإيديولوجية وتفهم ما يعانونه الآن تحت حكم العسكر تدرك تماما حجم المكاسب التي تحققت لنا في تونس ومسؤوليتنا الوطنية في حفظ بلادنا من كل مؤامرات الحاقدين…

جلال الشايب كاتب وجامعي مصري وقف في 30 جوان مع صف الداعين الى إسقاط الشرعية باسم مقاومة الإخوان وربما كان من المرحبين بانقلاب السيسي وها هو الآن يحذف من حسابه التدوينة التي أرفقت صورتها ولكنه يقول في تدوينة أخرى :

“على مدار السنين اللى فاتت.. ناس كتير من أفضل وأنقى عقول مصر اللى كانت مهتمة بالشأن العام.. اختفت من الصورة.. وناس سافرت وناس أكتر أنزوت وأكتئبت.. وناس تالتة فى السجون.. أنا شخصيا ليا أصحاب عزاز جدا فى السجن لمجرد إنهم قالوا رأى معارض.. الواحد مع إحساسه بقلة الحيلة والضعف بقى ينتهج أسلوب دفاعى.. إنه يحاول مايعرفش أخبار.. ويقفل على نفسه ومايتفرجش على تليفزيون ولا يقرأ جرايد.. ويحاول بشدة عدم الاشتباك مع الأحداث ولا التعليق عليها من منطلق أنه مفيش فايدة حاليا.. وأن الأهم إن كل واحد يحافظ على صحته النفسية علشان نقدر ننجو ونستمر فى الحياة الصعبة خلقه.. وطبعا دى حاجة صعبة جدا.. وبتحتاج مجهود وضبط نفس ولها آثار مدمرة على النفسية.. وبتطفيك من جوه.. ولكن ما باليد حيلة.. لكن بتحصل ساعات أحداث صادمة بتديك على وشك وتفوقك.. وتخرجك ولو مؤقتا من البالونة اللى دخلت نفسك فيها.. زى مثلا وفاة الشاب شادى حبش (24 عاما) فى السجن.. بعد سنتين من الحبس الاحتياطى.. ٤٥ يوم فى ٤٥ يوم بدون محاكمة.. لمجرد أنه أخرج فيديو تريقه على الرئيس.. فيديو ممكن يبقى سخيف فى نظر ناس كتير تنتهى بأنك متشوفوش.. أو تنتقده أو حتى تشتمه.. أو تعمل أغانى وأوبريتات ترد عليه بإمكانيات هائلة زى ما بيحصل.. لكن هل يستحق إنه يتنكل به ويترك بدون محاكمة لحد ما يموت مقهور فى سجنه.. أنا متأكد طبعا إن فيه “زومبيز” هتشوف إنه يستاهل.. ودول ربنا يشفيهم ومش تبعنا هنا.. لأنى بكلم البنى آدم اللى لسه عندهم إنسانية.. الظلم حاجة شنيعة جدا.. والتأقلم مع الظلم بيكوى الروح البشرية وبيحولنا إلى “زومبيز” منعدمي الإحساس والضمير.. والإنسان لما بيفقد الـ empathy أو القدرة على أنك تحط نفسك فى مكان غيرك.. علشان تقدر تتعاطف معاه.. يبقى عليه العوض ومنه العوض.. مش عارف أنا بكتب الكلمتين دول ليه الحقيقة.. يمكن اعتذار لأصدقاء مقصر معاهم أو تذكير للنفس وللغير.. إننا مانتعودش على الظلم.. ونتأقلم ونتعايش معاه.. ونعدى من فوقه ونكمل كأنه شىء عادي فى حياتنا اليومية.”