الحبيب بوعجيلة
ما أسميه بـ تنظيم الروز بالفاكية أي نواة سيستام العائلات المحتلة منذ عقود للدولة وحلفائهم الوظيفيين ورعاتهم الدوليين يرفضون الاعتراف بنشأة قوة بشرية مميزة وبسردية خاصة لها نخبها وجماهيرها التي حولها حدث سبعطاش اربعطاش إلى لاعب مهم في ترتيب المشهد.
تصر المنظومة باستمرار على اعتبار الصراع بينها والنهضة في ثنائية خادعة يتجمع فيها حول تنظيم الروز بالفاكية فعلا يسارها الوظيفي “وديمقراطيوها المزعومون” والموتورون أيديولوجيا وتريد أن تجعل كل من يخرج عن الاجتماع حولها هو “النهضة وحلفاؤها”.
هذه أكذوبة وخدعة مكشوفة لن نرهق أنفسنا بدحضها فالجميع يدرك أن هذه القوة المميزة التي تضم مستقلين كثر والتي نتشرف أننا ننتمي إليها مع عدد كبير من الأصدقاء والنشطاء هي تيار كبير عابر للأحزاب وبرؤيته المختلفة على النهضة وعلى غيرها من الأحزاب وهي القوة الجديدة التي أنصفتها الثورة وقد حصل ويحصل الاختلاف باستمرار مع النهضة كلما ركنت الى تسويات مع الروز بالفاكية على شروطه دون أن تأخذ بعين الاعتبار كأكبر الأحزاب الجديدة أن هناك قوة وسردية ونخب منحازة للحدث الديسمبري أصبحت قادرة على تعديل الكفة مع الروز بالفاكية وكل نخبها الوظائفية.
لماذا تظهر هذه القوة الجديدة التي نمثلها وهي تكشف وتواجه خطط تنظيم الروز بالفاكية وكأنها منحازة للنهضة ؟ لأن تنظيم الروز بالفاكية وهو يستهدف الديمقراطية والثورة يبدو بالضبط وكأنه يواجه النهضة في لعبة خديعة وتنكر أولا وثانيا باعتبار أن محاصرة النهضة وجرجرتها باستمرار إلى طاولة الابتزاز والتسوية بشروطه هو المدخل الأذكى لمحاصرة مخرجات الحدث الديسمبري.
اليسار الوظيفي وأشباهه هم حقيقة القوة الرديفة جوهريا لتنظيم الروز بالفاكية في حين لا تمثل قوتنا رديفا للنهضة بل نحن لاعب رئيسي مستقل ومعبر على جوهر الصراع ورده الى الرئيسي فيه لأننا نفهم أن معركة الروز بالفاكية مع النهضة هي في آخر التحليل معركة مع الحدث الديسمبري من حيث إنها معركة ترويض لأهم الأحزاب في الانتقال الديمقراطي وابتزازه من أجل تقسيم للسلطة والثروة معه ربما ولكن بشروط القديم.
هل نحن قوة ثورجية عدمية ؟ من خلال متابعتي لكتابات هذه النخبة الجديدة المنتصرة للثورة حقا ومن خلال متابعة مزاج جمهورها من الواضح أننا نقبل بالتسويات مع الجميع بمن فيهم القديم القابل بالانتقال الديمقراطي وبتقاسم الثروة والسلطة مع الشعب التونسي ما يعني أن هذه القوة إصلاحية لا ثورجية ولكن إصلاحية بأفق تأسيسي.
إذن تهمة “نهضوية” و “ثورجية” هي خدعة سياسية يمارسها تنظيم الروز بالفاكية للابقاء على صراعه الثنائي مع النهضة باعتباره تجمع المالكين الأصليين للدولة وحلفائهم الوظيفيين وباعتبار النهضة أقوى الأحزاب بشريا التي يجب جرجرتها الى التسوية معهم لا الانحياز إلينا أي الى القوة الجديدة التي أنصفها الحدث الديسمبري لتدخل طاولة التفاوض العام على مصير البلاد مع تنظيم الروز بالفاكية.
كل من يرفض اعتبارنا قوة قائمة بذاتها هو بوق للروز بالفاكية يخدمها في ترتيب المشهد والمغالطة بحصر الصراع بينها وبين اسهل خصومها المستعد للخضوع أي النهضة وكل من يواصل اعتبار المعركة الثورية رئيسيا هي مع النهضة فهو أداة وظيفية وحطب شعول دائم عند الروز بالفاكية ليأتيها بالنهضة حتى تقسم معه بشروط الروز بالفاكية.