نور الدين العلوي
متابعات النقد السياسي الجارية في تونس تكشف أن هناك دوما جهة واحدة تتعرض للنقد وفي النقد حق وباطل بينما تقبع جهات أخرى في الظل مطمئنة الى أنها خارج كل نقد وكل انتقاد.
حادثة النائب الحفتري الشبيح تعتبر اعتداء صارخا على الديمقراطية الوليدة في تونس والتي تجمع شركاء كثر يؤمنون على الأقل في الظاهر بالديمقراطية والتعددية أي بالحياة الحزبية والانتخابات وسلطة الشعب عبر الصندوق كما هو متفق عليها في الدستور.
ما لاحظته بعد الواقعة أن شركاء حزب النائب في البرلمان لم يتوجهوا له بأية ملاحظة عن التناقض الفاضح بين وجوده في برلمان تعددي وصل إليه عبر الصندوق وبين تمجيده لتجربة الحفتر والبشار والعسكر المصري وهم واحد في الجنس وان تعددت مواطنهم.
التيار الديمقراطي لا ينقد حركة الشعب كل فصائل اليسار لا تنقد حركة الشعب كل الطيف الديمقراطي (مثل رئيس الحكومة وحزبه المندثر ومثل تحيا تونس ومثل غيرهم ممن نرى ونسمع منهم خطاب الديمقراطية لم يتوجهوا بأية كلمة نقدية للنائب ولحزبه وهو يعلن انتماء سياسيا مخالفا لكل الفعل الديمقراطي في تونس)…
في خلاف ذلك قرأنا أن ظهور عبد الفتاح مورو في قناة إعلامية يقدم درسا وعضيا اعتبر خيانة حزب النهضة لمؤتمره العاشر وأنه يكذب على التونسيين في مسألة فصل الدعوي عن السياسي…
ربطا بما مضى استعيد ربع قرن من النقد السياسي لقد كان كل النقد موجها للتيار الإسلامي ويحمي مكوناته المختلفة من كل نقد…
النتيجة على الأرض أن التيار الوحيد الذي تقدم ولم يندثر وصحح مفاهيم كثيرة في عمله وطور وسائله الحزبية والتنظيمية هو التيار الإسلامي…
يعتقد منتقدوه انهم يحطمونه.. لكنهم يقدمون له اجل الخدمات… سيكتب المؤرخون هذا أما السياسيون والجدد منهم خاصة فسيظلون يبحثون عن عشاء أخير على مائدة حفتر… وعندما يكتشفون أن حفتر ليس المسيح المخلص… سيكون الوقت قد فاتهم…
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.