الأمين البوعزيزي
ما يجري من مأساة على “الحدود” بين تونس وليبيا منذ ثلاثة أسابيع وتكثفها هذا المساء في مشاهد تدمي القلب وتقتل الانتماء وتكتب أعمق نصوص زمن الكورونا التي تختبر فينا كل أكاذيبنا المنمقة.
مئات من التونسيين مطيشين في عراء الصحراء لا طعام ولا ماء إلا ما تجود به منظمة الهلال في ليبيا، محاصرون بالأفاعي ونيران السلاح التي لا ترحم… كل مطالبهم دخول بلادهم والخضوع إلى فترة الحجر الصحي حيث يتم توجيههم… لكن لا مجيب… يقول لهم الليبيون إن سلطات بلدكم هي من تمنعكم من الدخول ولسنا نحن… حتى فاض الكأس وكانت مداهمة بوابة رأس جدير حيث اختلطت المشاعر بين الحق في الوطن، حق العودة… حق الحياة، والغضب المنفلت من مشهد الرصاص الموجه إلى صدورهم من أمنيين مهمتهم وعقيدتهم حماية الثغور غضب مصحوب بكل قاموس الشتائم التونسية الذي تحدث عنه بيرم التونسي منذ تسعين عام مضت… اشتباك عنيف مع البوليس وهتاف باسم الجيش والنشيد الوطني وتكبير الله أكبر قال عنه وبش الشاشة الحقير تكبير داعشي في تحريض على استباحة غلابى يدافعون عن حقهم في أن يبقوا عند الدرجة صفر من الحياة… وهو لعمري حق بشري عابر لكل الوطنجيات والأديان والمذهبيات وكل الترهات الشوفينية التي تفرز البشر بين صالحين وطالحين!!!
نداء إلى رئيس الدولة:
كسر الحجر الصحي المحمود هو إنقاذ تونسيين عالقين قالوا ربنا الله وبلدنا تونس
أما أنتم أيها التونسيون الآمنون في محاجركم الصحية:
التعريف بمأساة هؤلاء أضعف تعبير عن الدفاع عن الإنسان فيكم
ولا نامت أعين من خذلهم من ساسة الهوان
الأمين البوعزيزي
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.