عبد القادر الونيسي
العالم ما بعد الكورونا كوفيد 19 ليست جائحة عادية ظهرت فجأة لتقطف رؤوس الآلاف ثم تعود إلى مرابضها وكأن شيئا لم يحدث.
هذا الوباء سيكون لحظة فاصلة لبداية نظام عالمي جديد أكثر توازنا وعدلا وإنسانية.
الإختلال المفزع الذي أصاب التوازن العالمي السنوات الأخيرة لم تعرفه البشرية في معظم ردهات تاريخها.
كان العالم دائما يسير بتوازن مقدر بين قوى متعددة حتى إذا ما حاولت إحداها السيطرة على البقية سرعان ما تم ردها على أعقابها، حدث هذا مع الرومان والمغول ونابليون وفي عصرنا الحديث مع هتلر…
دوران العالم على محور واحد وهو المحور الأمريكي سابقة لا يمكن أن تتعايش معها القوانين والطبائع والإختلاف المؤسس لهذا العالم.
لا واحد في هذا العالم وفي غيره إلا الله وهو الذي لا يقبل شريكا له.
ماذا سيحدث إذن؟.
الضرر الأعظم لهذه الجائحة ليس في عدد الضحايا بل هو في خلخلة إقتصاديات الدول الغربية وهو مصدر قوتها وسيطرتها على العالم والذي ستكون له عواقب وخيمة حتى على السيطرة على أوضاعها الداخلية وشعوب تعودت على الرفاهية ومباهج الحياة.
لكني أود التأكيد أن تغيير المحاور والنظام العالمي يستلزم سنوات طويلة لكنه قطعا سيبدأ بإذن الله بعد نهاية الكورونا.
ستستيقظ الإمبراطوريات القديمة التي سيطرت على أجزاء شاسعة من العالم لقرون عديدة والتي مازالت جمرات منها مشتعلة تحت الرماد.
تلك هي قوانين علم التاريخ الإجتماعي التي تقول إن الحضارات التي سادت في وقت ما ستعود إلى عنفوانها ولو بعد حين إن بقيت ذاكرة أهلها تحن إليها وتحمل قيمها المؤسسة.
ستفقد الإمبراطورية الغربية الكثير من عنفوانها بفعل الإنهيار الإقتصادي في مقابل عودة قوية لإمبراطورية الرجل الأصفر ومن ورائها إمبراطورية آل عثمان التي ستقود المسلمين من جديد رهبا أو رغبا مع التنبيه أن القيادة الجديدة ستستجيب حتما لقيم العدالة والمساواة والحرية.
سيستقر العالم مستقبلا على محورين شرقي وغربي : الأول يجمع تحالف عموم شعوب آسيا والمسلمين بعد تفاهمات والثاني سيجمع بين أغلب مكونات المشهد الغربي.
الأتراك فهموا هذا الأمر منذ زمان وإنطلقوا في إعداد شعوبهم لريادة العالم من خلال إحياء حقبات مختارة من تاريخهم.
مسلسلات أرطغرل وعثمان وقريباً محمد الفاتح وغيرها تدخل في إطار الإستعداد لاستقبال العصر الجديد بل حتى مسلسل عبد الحميد يدخل في إطار التنبيه على الخيانات الداخلية التي يمكن أن تحدث والملفت أن جميع هذه المسلسلات هي بخط تمويلي مباشر من الرئاسة التركية.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.