صالح التيزاوي
أنت لست مغفّلا، بمعنى أنّك تجهل القانون!! فأنت عضو بمجلس نواب الشعب، مهمّته الأساسيّة، التّشريع، ومراقبة عمل الحكومة، وأنت تتعامل مع الوزراء، وعضو في حزب وفي كتلة برلمانيّة، وأكثر من هذا عضو في لجنة الصّناعة!!
فهل يستقيم أن تعترف بأنّك مغفّل من باب الإسترحام والإستعطاف لتنجو برأسك وينجو معك آخرون؟!
قد تكون مغفّلا بمعنى أنّك ظننت، أنّك استثناء ولن ينكشف أمر الصّفقة المريبة، في ظلّ انشغال البلاد والعباد بفاجعة الجائحة!!
يدرك النّائب، قبل غيره بأنّ قانون مجلس نوّاب الشّعب وقانون التّصريح بالمكاسب ومقاومة الإثراء غير المشروع يحجّر تحجيرا واضحا لا لبس فيه، على مسؤولين بصفتهم في الدّولة (وهو منهم) التّعاقد بغاية التّجارة مع الدّولة، تجنّبا لشبهة تضارب المصالح، كحادثة واقح الحال: التّفرّد بصفقة بموجب مكالمة هاتفيّة وخارج طلب العروض، لتصنيع “زوز ملاين كمّامة”.. فعن أيّة شفافيّة يتحدّث هذا النّائب؟! وهل الشّفافيّة تتحقّق بمجرّد أن يعترف من خرق القانون بأنّه “ما يعرفش” و”ما في بالوش” وبأنّ “نيّته طيّبة”… هذا اسمو “خنّار”.. ويدخل في خانة “ربّ عذر…” وهل يجب أن ينتهي الأمر وكأنّ شيئا لم يكن بمجرّد أن يعلن النّائب، عندما وجد نفسه محاصرا بكمّ هائل من الأسئلة، أغلبها، يدور حول شبهة تضارب المصالح، هل يكفى قوله “نجبد روحي”؟!
يا راجل أنتم “جبدتو أرواح شعب كامل ومرجتوه” ويعلّل “جبدان روحو” بقوله “مادام فمّ تضارب مصالح”!!
ما هذا الإستبلاه للشّعب ؟! وكأنّ النّائب لا يعلم حقيقة أنّ ما حدث، يصبّ في قلب تضارب المصالح!! ثمّ يختم بالشّكر لمن نوّره وأعانه على فهم حقيقة ما جرى، ليثبت للنّاس أنّه مسكين وأنّه مغفّل… لا يهمّ أن يقوم هو “بسخسخة” نفسه بنفسه… المهمّ عنده.. أن ينجو برأسه وأن يجد بعض التّعاطف من المغفّلين… أغيثونا يرحمكم اللّه، قبل استدراج الجميع نحو مزيد من السّقوط.