الأمين البوعزيزي
زمن عهدة الباجي رحمه الله شاهدنا على الهواء لقطة معبرة عن الجملة أعلاه.
في أحد لقاءاته الشعبية (النادرة) خاطبته إمرأة (من ضمن أسطورة المليون إمرأة اللائي صعّدنه إلى كرطااااج):
“سيدي الرئيس نحب نبوسك”
فأجابها (في صفاء ذهن معجز لمن في عمره):
شاوري ذلك الرجل، هو اللي يقرر (يقصد مكلف بالبروتوكول أو الحماية).
نعم الباجي بخبرته الطويلة مع البايات والفرانصيص وبورڨيبة وبنعلي والثورة، ولسانه الذي يغزل الحرير وسلاطة لسانه التونسي (مدينة الشتائم/بيرم التونسي) ينضبط للبروتوكول كما التلميذ
أذكر أيضا عن الرئيس المرزوقي:
في إحدى زياراته (حملة انتخابية 2014) للرڨاب/سيدي بوزيد، كان يوما متوترا لتشويش فرضه جماعة العريضة دزّي وضعف فادح لمؤتمري زمن القبض لا الدفع بسيدي بوزيد.
كنت اقف حذو كتفه الأيسر وأحد ضباط الأمن الرئاسي على يمينه. في لحظة ما همس في أذنه بشكل رشيق والمرزوقي يخطب بشكل متدفق؛ “سيدي الرئيس في ايدك نصف دقيقة وتختم”. وكان ذلك بصرامة محترفة دونما إخلال بالمضمون ولا شعر بذلك أنصاره والمشوّشين عليه (الخطاب كان في الشارع مفتوح للجميع).
نعم، المرزوقي بتضخم أنا المثقف المتمرد على البروتوكولات، ينضبط كالتلميذ ساعة يستدعي الموقف الانضباط.
وفي لقاء شعبي ثان عام 2018 بسيدي بوزيد ذات سهرة رمضانية، سألني عن بعض النقاط المحلية التي سيثري بها كلمته ذات المضمون الوطني. أذكر أني قلت له: من يجلسون أمامك ليسوا كلهم حراكيون حزبيون بل هم فسيفساء حراك هبّة “جيناك بلاش فلوس” 2014؛ فيهم قوميون ونهضاويون ويساريون ولبراليون… وذكرت له بعض النقاط التي أراها جديرة بالطرق والطرح، أذكر أنه “نتر” في وجهي قائلا “ڨولو أنت الكلام هذا وأنا سأركز على الشأن الوطني”.
فعقبت (هنا بالله ركزوا معي): “عموما دكتور، أنا لم افرض عليك شيئا، سألتني فأجبتك جواب العارف بجراحات من يجلسون أمامك، وأنت حر تڨول اللي تحب!!!”.
ساعة تكلم المرزوقي، قال كل ما اقترحته عليه دون إغفال أي تفصيلة وزادها من عنده جماليات طرح تلامس القلوب
#ٱش_يحب_يقول_يا_سيادة_الرئيس؟؟
يا مستشاريك طماعين لا ناصحين!!!
يا أنت داز فيها عنتر شايل سيفو!!!
يا الإثنين
وما هكذا تدار الأوطان
ختاما:
بالنسبة لجمهروش “الله أحد قيسون ما كيفو حد” الذين كالوا لي أقذع سفاهاتهم هذا الصباح:
أيها المناشدون الجدد:
الأستاذ قيس سعيد صديقي قبل أن يكون حاكما. ونحبو برررشة.
أما وهو رئيس، فعلاقتي به كعلاقة أبي ذر بصاحبه!!!
وأعتقد أن صاحب هذا الجدار جعل من قلمه رصاصا في مواجهة كل مرذليه الأوباش، وأعتقد أنه أيضا رصاص في مواجهة كل مناشديه (مضلليه) الأسفاش!!!
#رحم_الله_أبا_ذر_العظيم_قدوة_
الأمين البوعزيزي
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.