عز الدين عبد المولى
كورونا هذا لم يكفه عزلنا اجتماعيا عن بعضنا البعض وفرض مسافة تباعد تشعر الجميع بأن الجميع مصابون.. وإنما أصبح يتدخل في ما هو أخطر من ذلك وأكثر خصوصية.. هو يعزلنا بيولولوجيا بدفع أعضائنا لتتباعد عن بعضها البعض..
فاليد هي المتهم الأول بالإصابة لكثرة تواصلها مع العالم الذي أثخنه كورونا.. فلا الفم يرغب في التواصل معها إلا بعد تعقيمها أو تطهيرها بالماء والصابون مرة بعد أخرى في اليوم الواحد وأحيانا في الساعة الواحدة.. ولا العين ترضى بحكها ولو بلطف وعفوية كما كانت العادة تجري في السابق وغالبا دون شعور بتلك الحركة الخفيفة.. ولا الأنف ولا الأذن يقبلان بمجرد التقارب مع هذا الأخطبوط ذي الأصابع المتعددة والطويلة التي تحب “خربشة” كل شيء طالته.. حساسية مفرطة وشعور غريب باليقظة الدائمة والحذر المتواصل من أن تتماس هذه الأعضاء من جسمنا فتقع الكارثة.. لكأننا نسير نحو حالة من التفكك البيولوجي بعد حالة التفكك الاجتماعي.. حالة الهزيمة الصامتة والتسليم الطوعي بقواعد لعبة جديدة فرضها علينا كائن تافه لا نراه ولا نملك لمواجهته سلاحا غير المزيد من التحلل.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.