حاتم الغزال
كل جسم يمتلك حمضا نوويا خاصا به وقادر على نسخه ليتكاثر نعتبره في علم الوراثة كائنا حيا. الفيروسات تمتلك حمضا نوويا خاصا بها ولكنها قادرة على نسخه فقط باستعمال أجهزة الخلية الحاضنة لها وبالتالي فالفيروسات غير قادرة على التكاثر من دون وجود خلايا حية تساعدها على ذلك. خارج الخلية يصبح الفيروس جمادا يحافظ على تكوينه لبضع ساعات او أيام ثم يتفكك ويندثر.
الفيروسات إذا في حالة متغيرة بين الكائنات الحية إذا كانت داخل خلية حية وبين الجماد إذا كانت خارجها.
بعد وفاة المريض بالكورونا تتوقف وظائف خلايا الجسم بعد أقل من ساعة وبذلك تتوقف الفيروسات نهائيا عن التكاثر داخله وتنتقل الى جماد تماما مثل الفيروسات المتناثرة على الأسطح ومقابض الأبواب والقفازات المستعملة… مجرد جماد سيتحلل ويختفي نهائيا بعد ساعات أو أيام إذا لم تلمسه. وبالتالي فإن الميت أقل عدوى بكثير من المصاب الحي. التوصيات التي يسهر زملاؤنا الأطباء الشرعيون على تطبيقها عند التعامل مع جثة متوفي بالكورونا تجعل إمكانية العدوى قبل الدفن شبه منعدمة أما بعد الدفن فهي بطبيعة الحال منعدمة تماما حتى بدون أخذ أي احتياطات.
خوف الناس من دفن موتى الكورونا في مقابرهم حتى وإن لم يعبروا عنه لاعتبارات أخلاقية مستمد من اعتقادهم ان الجثة ستواصل إنتاج الفيروس الذي سيتكاثر وسينتشر في المكان المحيط بها وهو أمر مستحيل علميا.
اكتشاف المزيد من تدوينات
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.