نور الدين الغيلوفي
قيّس سعيّد وعبير موسي انطلقا متوازيين ولكنّهما انتهيا إلى التلاقي… الشعبويّة المفرطة التي يمثّلها قيس تتقاطع مع اليمينيّة المتطرّفة التي تترجمها عبير…
عبير موسي ترفض الثورة.. وترفض الدستور.. وتلعن المنظومة الناشئة منهما.. وتتّهم من جاء بهم دستور الثورة بالفشل والتآمر على الوطن.. وهي تحنّ إلى الزعيم.. والزعيم لديها ظاهر هو بورقيبة تستعمله للتسويق.. وخفيّ هو المخلوع بن علي جعلته لها مقصدا وجاءت تأخذ بثأره بكلّ وقاحة…
ففيمَ يختلف عنها قيس سعيّد؟..
الرجل يرفض المنظومة تصريحا.. ويرفض الدستور تلميحا.. يرفض الدستور لأنّه هو الذي جاء بالمنظومة التي يتّهمها بالفشل.. وهو لا يصرّح لأنّه يعلم أنّه وصل إلى سدّة الحكم بفضل الدستور… ومن ثمّ فهو يرفض الثورة دفعة واحدة.. ولكنّه تلجلج ولم يصرّح…
لا يعترف قيس سعيد من الثورة بغير عبارة (الشعب يريد) وقد زادها عبارة (ويعرف ماذا يريد)…
علاقة قيس سعيد بالثورة استعماله إياها منصّة لإقامة “مشروع الشعب يريد” على أنقاض من لا يريدهم “شعب الرئيس”…
لا فرق بين الشخصيتين إلّا في كون عبير امرأة بينما قيس رجل.. وهو يتكلم العربية الفصحى بينما تتكلم هي العاميّة… وهو يُظهر تهذيبا وهي لا تخفي الوقاحة…
وهي تهمة أمّا هو فمُتَّهِم (اسم فاعل)…