عادل بن عبد الله
ثمة ناس يحبو تونس ما تدخلش في سياسة المحاور الإقليمية، ويقولو إنو الحكومة يلزم تتعامل مع الدول الكل على أساس المصلحة المشتركة، لكن الناس هاذومة فيسع ينساو المبدأ هذا وقت تدخل قطر والا تركيا على الخط… وقتها يولي استعمار وعدم حيادية وهاك الحكايات متاع الإرهاب وتهديد النمط المجتمعي، ووقتها مصلحة تونس تولي بكل وضوح مع المحور الإماراتي السعودي، ومع فرانسا، وكأنو المحور هذا عامل جمعية خيرية في تونس وما عندوش مصالح سياسية وايديولوجية قبل ما تكون مصالح اقتصادية (وهي مصالح متعارضة بكل وضوح مع الانتقال الديمقراطي ومع الحوكمة والشفافية والاستقلالية الخ الخ).
لكن وقت يحكمنا ثلاثة رؤساء وزراء عندهم الجنسية الفرنسية (مهدي جمعة ويوسف الشاهد، واخرهم الفخفاخ) ما ثمة حتى مشكل، ووقت فرانسا تنهب الثروات الطبيعية وتفرض سياسات تعليمية فرنكفونية موش مشكل، ووقت السعودية تتورط في تفريخ الوهابية من عهد المخلوع وتدمر النسيج المجتمعي متاعها موش مشكل، ووقت الإمارات تعمل في كل شيء باش تدمر الانتقال الديمقراطي وتنقلب عليه موش مشكل، ووقت إيران تولي عندها مشروع ثقافي وديني في تونس موش مشكل…
المهم “الخوانجية لا”، والمقصود بالطبع: “المهم الديمقراطية لا”، لأنو مشكلتهم الحقيقية ماهياش “الخوانجية”، مشكلتهم هي أنهم يحاربو الحرية والديمقراطية وأي مشروع يخرجنا -ولو بعد عقود- من منطق الدولة الجهوية-الزبونية، الدولة التابعة لفرانسا، الدولة اللي “نمطها المجتمعي” هو في الحقيقة النمط المجتمعي الفرنسي لكن في صورة مشوّهة تخدم مصالح باريس ومصالح الصبايحية متاعها في بلاد التررني.