محمد الهادي الجبالي
في وضع ديمقراطي سليم يختار المواطن من يمثله في مؤسسات الحكم؛ أحيانا على أساس برنامج وأحيانا على أساس ميزات شخصية تتوفر في الشخصية المنتخبة وفي بعض الأوقات على أساس عاطفي مزاجي ليس إلا… فإن فاز الشخص المنتخب يحاسب نهاية فترة حكمه على قاعدة برنامجه إن طبقه جدد له وإن خانه تمت معاقبته وإن لم يفز لزم المعارضة على قاعدة ذاك البرنامج الذي سيتحول إلى قوة اقتراح برنامجي…
في وضعنا العجائبي ما هي المحصلة: ينتخب المواطن من يمثله فإن فاز قد لا يحكم وإن حكم فعلى قاعدة برنامج لم يضعه ولم يعرضه على ناخبيه…
وقد لا يحكم ولا يعارض ويبقى في منزلة بين منزلتين ويحكم غيره فيؤتى بشخص لم يختره أحد ببرنامج لم يقرأه أحد ولن يستطيع أن يحاسبه أحد…
يبدو أننا نعيد اكتشاف العجلة..