مفارقات الطبقة السياسيّة التّونسيّة
سامي براهم
لا يريدون التوافق على حكومة سياسية ويرفضون حكومة الكفاءات غير السياسيّة بدعوى أنّ المرحلة سياسيّة وتحتاج سندا سياسيّا ورؤية سياسيّة وخلفيّة سياسيّة إلخ إلخ كلخ !
يرفضون رئيس حكومة متحزّب ويريدون أن يحكموا من خلال رئيس حكومة مستقلّ ليتّخذوه أداة تنفيذ لسياساتهم مثل دمية يحرّكون خيوطها من وراء السّتار!
اتركوا الرّجل يجتهد “ويتعلّم الحجامة في رؤوسنا” فلن يكون أداؤه أكثر سوء منكم يا من فشلتم في إيجاد نقطة التقاء تجمعكم، لم يوحّدكم كلّ هذا البؤس والفقر والخصاصة والبطالة والتهميش الذي يعيشه الشّعب المتطلّع للعيش الكريم، فلماذا تريدون قطع الطّريق على الرّجل؟ فليختر حكومته من الجان الأزرق إن شاء طالما تنازعتم وفشلتم.
أسقطوا حكومته في البرلمان ومرّوا إلى حكومة الرّئيس لعلكم تجدون فيها غنيمة أوفى وحظوظا أوفر ولحمة أسمن طالما أنتم مصابون بقرم السّلطة،
وإن فشلتم مرّة أخرى فلتكن لكم الشّجاعة والرّجولة للدّعوة لانتخابات جديدة بقانون انتخابي جديد يحرّر السّلطة التشريعيّة من لوثة البواقي والبقايا أكبرها وأدناها.
اللهمّ إنّا قد ابتلينا بسياسيين لا يرقبون في المصلحة العامّة إلّا ولا ذمّة، فاعصف بهم في انتخابات فاصلة تقطع دابرهم جميعا عن إدارة شؤوننا العامّة حتّى تنضج عقولهم الجامدة وتتطهّر نفوسهم المريضة.
اللهمّ أرهَقَتْ شعبَنا السِّنونُ العجاف وفي خزائننا ما يكفي لعيش كريم فابدلنا سياسيين خيرا منهم وحكّاما رجالا ونساءً صدقوا ما عاهدوا الشّعب عليه لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن خدمته.
هذا الشّعب الكريم له الله وما بقي من عزيمة الصّادقين.