أبو يعرب المرزوقي
(رسالة إلى الصافي سعيد)
كانت زيارة أردوغان الأخيرة إلى تونس والكلام على دور تونس في الأزمة الليبية وقابلية التعاون التي تكلم عليها من أجل إحلال السلام بدل مواصلة الحرب كانت هذه كلها مناسبة ليجن جنون “القوميين” العرب بصورة لا يمكن أن تكون بريئة.
فتركيا لا تحتاج إلى تونس في مساندتها العسكرية لليبيا. وهي لم تنتظر هذه الزيارة. ولا يوجد غير المغفلين ليعتقدوا أن أردوغان:
- يستشير قيس سعيد.
- أو يحتاج لمساعدة تونس في حرب ممكنة إذا وجبت.
لن أبحث في ما وراء هذه الحملة الشعواء على تركيا بحجة ما يمكن أن ينسب إلى بعض نخبها ربما من ميل قومي يتدثر بالإسلام.
فما انتظرت أحدا لأعبر عن هذا الأمر ولأحسم في موقفي الذي لم أخفه.
وصارحت به الرئيس أردوغان مباشرة بحضور شهود معتبرين يمثلون أكبر حزب تونسي لما كنت مباشرا للمشاركة في السياسة الرسمية.
وأعلمته صراحة بأن من شروط التعاون البناء بين العرب والأتراك الاعتراف بالندية للانتقال من معنى الخلافة القديم إلى معنى التجمعات الكبرى الحديث.
لكني لا أقبل التفتيش في التاريخ العثماني الماضي. فهو لم يكن فريد النوع بل كان على شكل امبراطوري بسنن الامبراطوريات. وذلك لا يمكن حسم الجدل فيه مع من هدفه من إسقاط الحاضر على الماضي
- ليس الاستفادة من موجبه المساعد على بناء المستقبل.
- بل البحث عن سلبياته الحائلة دون آفاق جديدة.
على عكس ما تفعل أوروبا مثلا إذ تتجاوز الماضي نحو المستقبل في بناء تجمعها الكبير فتحيي قوة روما
- لتحمي نفسها.
- وتهيمن على ما حولها (ومنه نحن).
فكلنا يعلم مثلا أن علاقة ألمانيا بفرنسا في الماضي بعيده وحتى قريبه لا مثيل لها في تاريخ علاقة الأتراك بالعرب. ومع ذلك فهم لم يروا منها لبناء أوروبا الحديثة إلا ما يفيدها وتغافلوا عما يحول دون بناء شروط القوة في المستقبل. فغرضهم
- التحرر من الاستعمارين السوفياتي والأمريكي.
- وتوفير القوتين الاقتصادية والعلمية شرطي الرعاية والحماية أي مقومي السيادة.
لكن حماقات القوميين العرب ترد كلها
- إلى الالتفات الدائم إلى سلبيات الماضي.
- ونسيان شروط المستقبل.
فلا يطربهم إلا مآسي الماضي ويدمنون على تكرار ما هو أشنع منها ألف مرة كما سأبين.
وما يجعلني أكتب هذه المحاولة هو بعض منتفخي الأوداج ممن يعلو صوتهم باسم التصدي لما يسمونه الاستعمار التركي في عصر الخلافة والتخويف من تكراره الممكن تلهية عن الاستعمار الحالي الفعلي الذي لعله هو في الحقيقة محركهم ضد تركيا بوعي منهم أو بغير وعي.
بحيث صاروا يعتبرون
- انتساب بعض أقطار الإقليم إلى الخلافة استعمارا.
- والخضوع إلى الاستعمار الفرنسي تحريرا منه.
لكأنهم تخرجوا من مدرسة “كرونيكور” عقاب الزمان.
أعني الدجال والأمي والأشبه بالمتخلف الذهني الذي لقب بـ”انفاق”.
وتلك هي علة اعتباري الحملة الحالية والحمية القومية غير بريئة على الأقل عند من يزعمون “الخبرة” في الاستراتيجية مزكين أنفسهم بعلم لا يعلم أحد من أين حصلوا عليه خاصة إذا كان أطولهم لسانا يتصورون الخبرة المعتمدة على المعرفة الرعوانية يمكن أن تأتي من الممارسة الاتفاقية التي لا تستند إلى علم نظري لا يحصل خارج الأطر الأكاديمية من دون تعلم فعلي بالطرق المعلومة في كل اختصاص.
ولو كان ذلك ممكنا لاستغنت الشعوب عن الجامعات الكبرى ومؤسسات البحث العلمي الأساسي في الطبيعيات وأدواتها العلمية (مثل الرياضيات) والإنسانيات وأدواتها العلمية المساعدة (مثل التاريخيات).
الخبرة المبنية على المعرفة الرعوانية كذبة لا تصدق إلا في المجتمعات المتخلفة التي تعوض فيها عنتريات الأقوال حقائق الأفعال.
وجل حكام العرب وخاصة أكابر المتعنترين منهم هذا جنس فكرهم.
لا وجود لخبرة من دون تكوين نظري عميق في مجالها. ولا أحد يقول إن ذلك شرط كاف للنجاح لكنه شرط ضروري في المجتمعات التي
- تحترم نفسها.
- وتعلم شروط التنافس بين الأمم ما هي.
والدليل القاطع في ذلك أن تاريخ قرن إلا ربع ممن كان أصحاب هذه الخبرة الدعية
- تابعين لهم.
- وعاملين لديهم.
لم يجر على الأمة إلا النكبة وراء النكبة لعل أقلها ما نرى عليه ليبيا ومصر وسوريا والعراق والجزائر ألخ…:
- فهم يعانون من العمى الذي يحول دونهم ورؤية عودة حديثة لامبراطورية روما في ضفة المتوسط الشمالية وسعيها للعودة إلى استعمار الضفة الجنوبية.
- ومن ثم فهم يتجندون -أو يجندهم هذا الاستعمار- لمنع ما يمكن أن يحمي الضفة الجنوبية من هذه العودة بدعوى الدفاع عن القوميات ومنها القومية العربية.
لم أسمع أحدا منهم يفسر لنا شروط التصدي للتدخلات الأجنبية القادمة من كل صوب وحدب مثل
- التدخل الفرنسي في ليبيا.
- أو التدخل الإماراتي فيها هو تدخل إسرائيلي.
قبل أن يصبح علنيا مؤخرا كالحال فيه في جل بلاد العرب التي تحارب الثورة بقيادة إسرائيلية أمريكية.
وليس بعيدا منهم من هم توابع بقية العرب الذين يحاربون الثورة بقيادة إيرانية روسية.
لم تتحرك فيهم شعرة القومية العربية للتصدي إلى هذين النوعين من التدخل. بل أكثر من ذلك فحتى وجود حفتر نفسه أنا أعتبره من التدخل الاستعماري لأن الرجل أمريكي وعميل معروف للجميع وما علمنا له شعور بالوطنية الليبية أو بالقومية العربية مثله مثل السيسي وبشار.
ومثله في تونس دور الشاهد الذي كان يخفي عن الشعب أنه فرنسي الولاء والجنسية وحكم البلاد ثلاثة سنوات والجميع يتستر عليه بمن في ذلك قيادات النهضة الذين حكموا معه.
لكن لما طلبت الحكومة الشرعية في طرابلس العون من تركيا
- ضد هذه التدخلات.
- وخاصة ضد التدخل الفرنسي.
الذي هو
- ليس تدخلا في تونس فحسب.
- بل هو استعمار ما يزال مباشرا.
لم نسمع لهم ركزا.
وتلك هي علة تشكيكي في براءة هذه الحمية المتأخرة. فلا يمكن لمن يحيي بشار والسيسي أن يعتبر قوميا عربيا لأن هذين عميلان
- أحدهم لإيران.
- والثاني لإسرائيل.
ومثلهم ممولوهم أي الإمارات والسعودية فعلى من تكذبون من تخادعون ؟
ومع ذلك فساعتبر هذه الحملة والحمية بريئة. وسأحاول طرح بعض الأسئلة على أبرز قادة الحملة
- على استعانة ليبيا بتركيا.
- وعلى زيارة أردوغان.
باسم الخوف على تونس وعلى العروبة من عودة “الاستعمار” العثماني قصدت الصافي سعيد الذي سمعت اليوم بعض ما قاله ليلة البارحة في حوار تلفزي.
وأبدا بالتعبير عن تعجبي من إدمان البلاتوهات على دعوته وتبشيره للمستمعين بأن عروض التوزير المتعددة للاستفادة من خبرته.
كل ذلك بحد ذاته يشككني
- في دوره.
- وفي براءة آرائه.
- وتدخلاته الحماسية.
فكلنا يعلم أن
- قيادات الضفة الشمالية.
- وممثليها من دمى الضفة الجنوبية من الأبيض المتوسط.
الذين يقودون في الخفاء اعلام عبد الوهاب عبد الله يختارون بالقصد
- من يسهم في تفتيت الضفة الجنوبية من المتوسط.
- لتوحيد لفائدة وحدة الضفة الشمالية.
ومن ثم الإدمان على زيد أو عمرو لا يقع بالصدفة.
فقد يئسوا من دعوة يوسف الصديق في إحياء إشكالات دينية وخاصة بعد وفاة محمد الطالبي وتصوروا أن النعرات القومية يمكن أن تكون أكثر استفزازا لما يحول دون توحيد الضفة الجنوبية.
وما أظن الصافي سعيد بغافل عن هذه الاستراتيجية. وما أظنه يرضى لنفسه بل ولا أرضى له لأني أتوسم فيه الخير أن يكون بديلا منهما أو بديلا من بن بريك “مضحك” السلطان.
فاستراتيجيو الضفة الشمالية يختارون
- من القوميين العرب.
- ومن القوميين الأمازيغ.
- ومن القوميين الأتراك.
- ومن القوميين الأكراد.
ثم يفوحون ذلك بالطائفية
- في نفس الدين.
- أو في الأديان المختلفة.
التي تمتليء بها منطقتنا عندما يروون أن العرقية لا تكفي حتى يتم لهم ما نراه في الإقليم من حروب أهلية لا تتوقف هدفها منع توحيد الضفة الجنوبية.
ولو كان صافي السعيد
- صافيا
- وسعيدا
- وخبيرا استراتيجيا
كما يزعم حتى لو رضينا بالتكوين المستند إلى المعرفة الرعوانية أي بالممارسة دون النظرية لما غفل عن هذه اللعبة البينة لكل ذي بصيرة.
لذلك فلا يمكن أن يكون بريئا في أداء دور الفارس فيها بالصورة التي رأيتها في خطابه الذي ليس فيه من الروية والفكر الرصين شيء بدليل حاجته للزعيق إلى حد إخراج الكشاكش من فيه.
لم أفهم أن مثله يصل إلى سخافة الكلام على أربع رحلات من تونس إلى تركيا التي يمكن الذهاب إليها دون تأشيرة.
ونسي أن الرحلات إلى فرنسا رغم الحاجة إلى التأشيرة وكلفتها تقع إليها الرحلات لوحدها أضعاف أضعافها لو حسب جهات التوجه إليها ولم يكتف بباريس. لكني لن أجادله في هذه التفاهات. ما سأجادله فيه بالتي هي أحسن وهو فعلا ما جعلني أشك في معرفته بأدنى مبادئ الاستراتيجية:
كلامه على تونس الكبيرة
ومقارنتها بسوريا
وببعض دول أوروبا.
تونس كبيرة كما يكبر
- في عين الوالد ابنه.
- أو في عين الابن أبوه.
ما في ذلك شك
- فهي أمنا.
- وهي في قلوبنا.
لا شيء يعدلها.
لكن الأمر لا يتعلق بنسبة البلد إلى أصحابه بل بشروط بقائه وحمايته.
فهل ألمانيا صغيرة؟
وهل اليابان صغيرة؟
وهل أمريكا صغيرة؟
وهل روسيا صغيرة؟
وهل الصين صغيرة؟
عالم اليوم هو عالم العماليق يا أخي صافي سعيد. فلا تخدع شعبك لأنك مكلماني. فحتى الكبار يبحثون عن شروط منع من هو اكبر منهم من السيطرة عليهم.
ولولا ذلك ما انتقلت أوروبا
- من الحروب بين دولها
- إلى استئناف بناء روما الجديدة.
إذا كان الألماني والفرنسي ينسيان ما بينهما من حروب
- قبل الحربين العالمتين
- فضلا عنهما
لانهما اساسا بينهما وشرعا في تكوين مجموعة قادرة على المنافسة في سياستي القوة مع العملاقين اللذين احتلا أوروبا الغربية بعد الحرب الثانية فلأن قادتهما يفهمان في الاستراتيجية فهما غير رعواني بل مبني على نظريات علمية.
أنهما يعلمان علم اليقين بل وعلم عين اليقين أن شروط القوتين لم تعد في متناولهما رغم ما لهما من شروط القوة اللامتناهية بالقياس إلى تونس مهما كبرت في عيون أهلها يا سي الصافي الذي نتمنى له السعادة:
- القوة المادية أو الاقتصاد الذي من دونه لا معنى للسيادة.
- والقوة الروحية أو العلوم الفعلية لا العنتريات الوهمية.
تونس يا سي الصافي دخلها القومي الخام لا يمكن حتى من بحث علمي متوسط في الطب ناهيك عن غزو الفضاء ومعرفة أسرار الحياة ناهيك عن التسلح المحقق لشروط السيادة في الساحة الدولية التي يحكمها قانون الغاب.
واقتصادها لا يساوي اقتصاد شركة متوسطة في عالم العماليق.
أما الكلام على مقارنتها بسوريا فضميره أن سوريا دولة ذات سيادة وأن تونس فقدت السيادة لأن أردوغان زارها بذاته وليس بمليشياته كما تفعل إيران في سوريا التي تدافع عن جزارها.
يا استاذ سوريا ليست دولة أصلا بل هي مستعمرة إيرانية وروسية وحتى تركيا لما تدخلت فيها فليس لأنها تريد مقاسمتهما أرض سوريا بل هدفها حماية حدودها وخاصة وحدتها.
فتقسيم سوريا لا يستهدفها وحدها بل هو بداية فعلية لسايكس بيكو ثانية خطط لها برنار لويس يا علامة في الاستراتيجية كما تزعم.
فهل إسرائيل تحمي علمانيي الأكراد محبة فيهم أم بهدف تقسبم العراق وسوريا وتركيا وحتى إيران.
هل تظن أن ممولي الثورة المضادة من العرب ليسوا أحفاد من لعب بهم لاورنس العرب ونصبهم الإنجليز للقضاء على الخلافة وتحقيق سايكس بيكو الأولى وتنفيذ وعد بلفور.؟
أنت بعنتريات البارحة لا تدري ولعلك تدري وهذا أخطر لأنه يصبح عمالة موصوفة أنك من محاميي ▪︎ سايكس بيكو الثانية ▪︎ والصفقة الكبرى. اللتين يسعى إليهما الإيراني والروسي سعي الإسرائيلي والأمريكي والعرب من عملاء أولئك وهؤلاء لأنهم من أحفاد من حققوا سايكس بيكو الأولى.
أنت وأدعياء العروبة في تونس بوعي أو بغير وعي لستم إلا دمى يحرككم هذان الحلفان الساعيان
- لمنع تحقيق تجمع يحمي الضفة الجنوبية.
- ويساعد على انجاز الصفقة الكبرى وسايكس بيكو الثانية.
أي تفتيت كل أقطار الإقليم قطرا قطرا حتى لا تستعيد الضفة الجنوبية قوتها بدءا في المشرق بسوريا والعراق وتركيا والسعودية ومصر ومواصلة في المغرب الكبير بدءا بليبيا فتونس فالجزائر فالمغرب.
وبدلا من الكلام على ما يوحد المستقبل تنبشون الماضي لمنع ما يحمي الجميع كما فعل أهل الضفة الشمالية على الاقل. لذلك فلست أفهم التفاحل الزائف في ذهنية من يريدون دائما الالتفات إلى ماضي العلاقة بين العرب والأتراك أي بين من أنشأ حضارة الإسلام ومن حماها عندما حاربها الجميع وخاصة الضفة الشمالية من الابيض المتوسط التي عادت إلى عادتها القديمة وتتدخل في ليبيا وتونس والجزائر ومصر وسوريا وحتى في تركيا. تلك هي العلل التي جعلتني أشك في براءة حماسة تطاير كشاكشك.
كنت أحسن بك الظن خاصة وأني لم التق بك إلا مرة واحدة صدفة في باب أحد فنادق البحيرة أنا داخل وأنت خارج وقبلت أن أحاور الجريدة التي كنت أنت مديرها لأني أنا أيضا لي علاقة بالقومية لكنها قومية نقدية
- تفضل الوحدة الروحية والثقافية.
- على العرقية والشوفينية.
ذلك أن القومية العرقية الشوفينية هي التي جلبت كل المصائب للأمة وهي في خدمة الاستعمار لأنها هي التي وطدت سايكس بيكو الأولى وتسعى لتوطيد الثانية التي يعمل عليها
- الإيراني والروسي
- وعلماؤهما من العرب
- والإسرائيلي والأمريكي
- وعملاؤهما من العرب.
فلا يمكن للقومي العرقي أن يفرض العروبة
- على الأمازيغي
- أو على التركي
- أو على الكردي
بل هو مضطر للاعتراف بها لغيره.
القومية التي بنت الأمة لم تكن عرقية بل كانت اعتبار جميع الأعراق قوما واحدا لأن لهم وحدة حضارية وروحية أسمى من العرقية
- أساسها النساء 1 أو الأخوة الإنسانية
- ومعيارها الحجرات 13 أو المساواة بينهم ولا تفاضل إلا بالتقوى.
لكني أراك
- لا تؤمن بهذين القيمتين
- ولا ترى في القومية إلا شعار العرقية
وهو ما يجعلني أعتبرك معاديا للعرب رغم كلامك عليهم وكأنك تحبهم أكثر من غيرك فتعادي من أجلهم غيرهم من الأعراق وخاصة من يمكن أن يكون أقرب إلى العرب ممن يدعم حملتك وحملة من هم دونك فهما ويتبعونك.
وهذا لا يخدم إلا الضفة الشمالية من المتوسط ومعها إيران وإسرائيل.
فكل هؤلاء يريدون بالعنصرية القومية والطائفية تفتيت الأقليم مرة أخرى بسايكس بيكو ثانية وأنت من ابطالها ما دمت تعتقد
- أن سوريا دولة
- وأنها قومية.
في حين أنها
- مجرد محمية مفتتة.
- وطائفية إلى الأذقان: بشار ليس قائدا عربيا فهو حبيس مليشيات إيرانية لا تدين إلا بالصفوية وليس بالعروبة وهو لا يدين إلا بالعلوية وليس بالعروبة.
والسلام.