الأمم لها مصالح، ولا دين ولا أصدقاء لها
أحمد الغيلوفي
بعكس جماعتنا المكلوبين أيديولوجيا الذين يصطفون ايديولوجيا، فيساندون ويكرهون ويحبون ايديولوجيا، فان الامم لا قلب لها وإنما لها مصالح:
• في حرب القرم (1856 – 1853) أرادت روسيا أن تسيطر على البحر الأسود فاصطفت بريطانيا وفرنسا مع تركيا لتمنع روسيا من السيطرة على اسطنبول وحتى لا يكون لها منفذا على البحر الابيض. برغم ان روسيا قد جعلت من حماية المسيحيين هدفا لحربها ضد العثمانيين إلا أن فرنسا وبريطانيا كانا يعرفان الأهداف الخفية.
• الحرب الروسية العثمانية (1877 – 1878) استغلت روسيا ثورات البلقان ضد العثمانيين فارادت ان تسترجع ما خسرته في حرب القرم (السيطرة على اسطنبول) فكانت الحرب التي انتصرت فيها. للحيلولة دون ذلك ولتقسيم إرث تركيا المهزومة كان مؤتمر برلين:
- المحافظة على اسطنبول تركية لإغلاق الباب على روسيا.
- إعطاء قبرص لبريطانيا لتأمين قناة السويس.
- إعطاء ليبيا لإيطاليا التي كانت تريد أخذ البوسنة والهرسك التي أخذتها المجر.
- تونس لفرنسا. لماذا أعطى بسمارك، المُشرف على المؤتمر، تونس لفرنسا والحال أنه كان اقوى منها وهزمها منذ سنوات قليلة؟ كان يريدها أن تنشغل بالمستعمرات فتشتت جهودها وتضعف جبهتها مع ألمانيا وتنسى “الألزاس واللورين”. كان يريدها ان تُستنزف في المستعمرات. عندما هاجمت فرنسا تونس كان الباي يتضرع لبريطانيا وإيطاليا وألمانيا والحال أنهم هم من قرروا ذلك في مؤتمر برلين وبالطبع لم يكن يعلم ذلك.
عندما لا نكون فاعلين في ليبيا لن نحضر لمؤتمر حولها ولن يكون لنا علم بما اتفقوا حوله في السر إلى أن يصبح أمرا واقعا ولن يكون في كل الحالات لا في صالحنا ولا في صالح المنطقة. الحياد لا معنى له: علينا اختيار حلفاء وتحديد أهداف. في حرب اليمن البعيدة آلاف الكلمترات كنا ضمن الحلف الإماراتي السعودي واليوم يطالبوننا بالحياد في أقرب البلدان لنا.