كمال الشارني
ياخي فجأة، اكتشف التونسيون بعد ست سنوات من احتداد الصراع الأهلي في ليبيا أن ثمة فيها تدخلا أجنبيا وصراع قوى على حساب الدم الليبي؟ الفم المليء بالطعام يمنع من انتقاد بقية الأجانب المتدخلين بالقتل والدمار.
ياخي لماذا نسي جهابذة الشأن الليبي أن الأتراك فقط هم الذين طلبوا من الألمان والروس دعوة تونس بصفتها طرفا مباشرا في الحوار الليبي في برلين بعد تم استبعادنا أو أبعدنا حكامنا منذ خمس سنوات عن إدارة الحوار الليبي.
ياخي لماذا ننسى أن فرنسا ومصر لم تتحملا أبدا الرأي التونسي الشعبي أو الرسمي في الشأن الليبي، مصر لم تتذكر دور تونس إلا لتأمين خروج مواطنيها من راس جدير/ مطار جربة عندما فقدت كل مصداقية في شرق ليبيا ومعبر السلوم، ولم تشكر فرنسا تونس حتى حين تم إنقاذ أعوان مخابراتها العسكرية من معبر راس جدير.
ياخي، أليس مخجلا أن تساند الجنرال حفتر الذي يتوعدنا بكل الشرور منذ أكثر من خمسة أعوام والذي تطالبه الكثير من المنظمات الحقوقية والأممية هو وفريقه بجرائم حرب، لمجرد الشماتة في الإسلاميين الذين يحكمون طرابلس التي لم تدخر جهدا في التعامل الإيجابي مع تونس.
ياخي من لا يفهم في السياسة ومن ليست له معلومات دقيقة، لماذا لا يضم علينا فمه ويساعد الأشقاء الليبيين بدعاء الخير والهداية، لأن إمساك الكشخة عن الأذى اللفظي صدقة، خصوصا لبلد يتوق للتخلص من عبادة الجنرالات وطغيانهم.