إنسانيتنا السياسية
سمير ساسي
“وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَىٰ سَوَاءٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ” سورة الأنفال
قاعدة مهمة وجوهرية في التعامل مع الآخر مهما كان وضعه وموقفه. حتى في أقصى حالات انحداره عن الانسانية وهي الخيانة وجب عليك ان كنت متمسكا بانسانيتك بما هي خلافة لله في الأرض أن تكون واضحا في مواقفك.
أقف على هذه الآية وأنا أرى انهيارا رهيبا في إنسانيتنا السياسية في الفترة الاخيرة والأخبار تترا من هنا وهناك تشير إلى عمق المصيبة.
رئيس الحكومة المنتهية ولايته يخرق الدستور ولا يقدم استقالته ويواصل عمله كأنه سيكون الى الأبد. ويستعجل الزمن في التعيينات.
وزير تربية بن علي ينسج على منوال عرفه فيجعل إلى إدخال إصلاحات على البرنامج التربوي في غياب استشارة وطنية كعادة اللصوص والمصيبة أن الأمر يتعلق بتدريس مادة لا تزيد إلا من تيه التلاميذ.
القنصلية التونسية في برلين ترفض دعم جمعية تونسية تعتزم الاحتفال بالثورة حتى تقصي النائب عبد اللطيف العلوي من المدعوين. كأن العلوي ليس في برلمان الشعب التونسي. والخارجية التونسية صامتة والرئيس يلتقي بقبائل القذافي بحثا عن حل غالط للملف الليبي.
بعض الأحزاب السياسية حولت نفسها الى بوليس سياسي قديم. لم يعلم أن دوره لم يعد مرغوبا فيه وانحدرت بالخطاب والفعل السياسيين الى منحدر القوادة.
الإعلام كعادته مازال يحرك عفن المراحيض في جحور لوبيات المال الفاسد.
وكثير من الناس يتنافسون على إهلاك انفسهم بدجاج فاسد ومرطبات عفنة وبضاعة منتهية الصلاحية وشعارهم الحق لا يفوتنك الربح.
متى ينتهي الكابوس