نور الدين الغيلوفي
“حاسِبُ وحدِه يفضل له”
المثل، الكلّ يعرفه، من عاميتنا الثرية العميقة.. ترجمته تستصحب سخرية لا تخفى..
والمعنى يصل…
هؤلاء المضاربون المُرَابُون لا يعيشون إلّا داخل مستنقعات العراك.. تلك أسواقهم لترويج بضاعتهم..
خطّتهم: يرسمون صورة لمن يتّخذونه لهم خصما.. ويُثخنون فيه.. ينفشون ريشهم ويظهرون على الشاشات يتطاوسون.. وليتهم يحسنون التطاوس..
يسكرون بصورهم ويثملون بأصواتهم وقد زيّنت لهم أوهامهم أنّهم نجحوا، بعبقريتهم، في أن يكونوا من تلك الأرقام الصعبة التي لا غنى عنها لأحد.. وقد نسوا موقعهم من الفاصلة…
وما كان منهم إلّا أنّهم انتصبوا في الطريق ليقطعوه.. وقد غاب عنهم أنّ طرق الوصول كثيرة بحسب إرادات السالكين.. والخطط أكبر من مضائقهم والحركة أوسع من حبالهم التي لا تخنق غيرهم…
ظلّوا عند الطريق…
دنا الظلام منهم…
صاح صائحهم سكرانًا بإناء مليء بالغباء:
لا تحكموا مع الإخوان…
و”رمّزوه”…
جاؤوا يرمّزونه فقلبوا الترميز تزميرا…
ولكن…
الرمز لا يصلح حتّى للزّمر…
انتهت اللعبة
سقط الملك…
كش.. مات…
“اللي يحسب وحده.. يفضل له”…
دونكم الفضلة عشاء…
الدسامة لا تصلح بكم…
لستم لها أهلا…
الأغبياء..
لا ترافقْهم في الطريق…
يكونون عليك عبئا…
وفي الطريق ذئاب…
…
وذباب…