لا تختبئوا وراء الكلمات الفضفاضة

صالح التيزاوي

محمّد  عبّو من جهة وحزب الشعب على الضّفّة الأخرى، أفشلا في الوقت بدل الضّائع “ماراثون” تشكيل الحكومة، وبدا رئيس الحكومة المكلّف كمن يخلّص الحرير من الشّوك، أو من كلّف بجمع دقيق منثور فوق الأشواك في يوم عاصف…

برّر سالم لبيض عدم المشاركة بأنّ العرض السّياسي المقدّم “لا يرتقي إلى مستوى المسؤوليّة الوطنيّة والأخلاقيّة لإنقاذ بلد مهدّد بالأزمات” وعدّد من الأزمات على طريقة النوّاحة ما تقشعرّ له الأبدان وتشيب له رؤوس الولدان، ماليّة وأمنيّة واقتصاديّة واجتماعيّة… فهل بقاء حزبك في المعارضة مع اليمينيّة الفاشيّة ومع اليمينيّة السّلفيّة يرتقي إلى “المسؤوليّة الأخلاقيّة والوطنيّة”؟ وهل الهروب من الحكم خوفا من مواجهة الأزمات والإنصراف عنها لممارسة هواية الصرّاخ والعويل في البرلمان على ما آل إليه وضع البلاد يرتقي إلى مستوى المسؤوليّة الوطنيّة والأخلاقيّة؟

تناغما مع المسوّغات التي ساقها سالم لبيض، قال محمّد عبّو بأنّ قرار عدم المشاركة جاء “استنادا إلى أنّ التّصوّر العام لا يرتقي إلى مستوى التّحدّيات المطروحة”. ما سرّ هذا التشّابه في التّبرير؟ وهل هو من باب المصادفة وتوارد الخواطر؟ أم يعبّر عن كلمة سرّ أعطيت بعدم المشاركة؟ إنّ قرارا بعدم المشاركة كان قد اتّخذ قبل الدّخول في المشاورات والمفاوضات والتّرضيات، فلا تستبلهوا عقولنا، ولسنا في حاجة إلى كثير من الإجهاد إلى فهم الأسباب الحقيقيّة للرّفض.. لماذا لا تعلنونها صراحة بأنّكم لم تنضجوا بعد للحكم؟ وأنّكم لم تكبروا بعد عن المعارك الصغيرة؟

لقد أصبح من العدل والإنصاف إرجاع الأمانة إلى صاحب السّيادة (الشّعب) ليقول كلمته الفصل في من اشترط وقايض وفي من باع الثّورة وخانها… منتهى العبث أن تتعامل هكذا أحزاب مع الحكم والدّولة بمزاجيّة الأطفال.. يقبلون وجه النّهار ويرفضون آخره.

Exit mobile version