Site icon تدوينات

الصراخ في البرلمان

نور الدين العلوي

نور الدين العلوي

نور الدين العلوي

شوشرة نهار 19-12 بالبرلمان التونسي كشف نوعية المعارضة التي سيكابدها رئيس المجلس وحزبه بالبرلمان… ونعتقد انها بداية سيكون لها تكرار في كل خطوة يخطوها…

لم تكن معارضة معقولة مسنودة بحجة قانونية بل كانت أقرب إلى تبربيز الجامعة حول صخرة سقراط… التقت بها موضوعيا من تزعم قيادة الثورة مع الفاشية التجمعية فتوحدتا وناضلتا في موقع واحد.. بنفس اللغة والنبرة والهدف… منع البرلمان من أداء عمله.. على الوجه القانوني… شوشرة تنتهي الى خيبة أصحابها لكنها تنشر مرارة و إحباطا لدى جمهور يتابع يائسا مصيره الذي وضعه بين ايد غير أمينة.. بل عابثة وليس لها بدائل حقيقية خارج الاستعمال المفرط للحبال الصوتية المتينة.

هل هذا هو القلم الوحيد للصراخ في البرلمان ؟ بصيغة اخرى هل ان رئيس البرلمان وحزبه لا يخطئون في إدارة المجلس ؟ ارى ان هناك نواقص وأخطاء كثيرة مثل تأخر أو غياب خريطة برامج واضحة للعمل البرلماني في انطلاقته الجديدة (يقدمها المسؤول الأول والحزب الأول) ولكن البحث عنها والتساؤل عن تاخرها او غيابها يقتضي أن السائل يملك بديلا لها.. يقدمه ليفرض نوعية نقاش بناء يجر إليه الرئيس وحزبه… لكن الصراخ العالي على مسائل فرعية بدون سند قانوني يكشف ان الصراخ ملجأ نفسي يخفي العجز عن إنتاج البديل…
ملجأ من الفقر والعجز وغياب الخريطة لعمل المعارضة… لذلك ينتهي حيث تريد الفاشية فيكون التقاء موضوعيا… وإن أنكر الصارخون والصارخات ذلك..

هناك حقيقة تثبت مع مرور الوقت… الصراخ العالي ضد الغنوشي والنهضة لم يعقهما منذ 09 سنوات عن التقدم… وفرض انفسهم كحزب اول… وكحزب حاكم… وان الصراخ لا يقطع إلا حبال الصوت ولا يقطع استمرار النهضة في التقدم نحو الحكم بما تيسر لا بما ينبغي… الخاسر الاكبر من كل الشوشرة هو الشعب التونسي… المسكين… لكن..

السؤال الذي يرتفع في الشارع هو ماذا تريد المعارضة بالضبط ؟ والإجابة التي ستتبلور مع الوقت… ما أتعس كان من النهضة كان معارضيها…

Exit mobile version