زهير إسماعيل
المبادرة التي أطلقها الحبيب بوعجيلة وجوهر بن مبارك “معنى جديد” في مشهدنا الذي لم يعرف جديدا بعد الانتخابات.
- معنى جديد عن نخبة تمّ ربطها بالنكبة، ولهذا الحكم ما يبرّره رغم ما فيه من شطط. وفي كلّ الأحوال النخبة هي التي تصنع السياسة وتوجّهها في هذا الاتجاه أو ذاك، أمّا الشعب فهو موضوع لها أو فكرة يُلجأ إليها لسبب من الأسباب.
- معنى جديد للإعلامي العضوي الباني مقابل للإعلامي العضوي الهادم الذي كرّهنا في الإعلام.
- معنى جديد في أنّ المبادرة قد تثمر، وأنّ الجهد البسيط قد يثمر، وقد يوجّه مسار بلد بأكمله.
- معنى جديد في أنّ المشترك المرحلي (لقاء الحبيب وجوهر) قد يبنى مشتركا بعيد المدى. فلا استهانة بما يجمع وإن قلّ… وأنّ هذا المشترك كان ممكنا قبل الثورة وبعدها وفي منعرجات مهمّة… ولو على معنى بسيط… ولكم أن تتخيّلوا أثره لو كان… ولكن ليس بالإمكان أبدع ممّا كان، وما كان لِماَ نَضَجَ أن ينضُج لولا الحريّة المعمّدة… وهي التي تختزن معاني جميلة قادمة إذا بقي سقفها مرفوعا…
- معنى جديد (بالنسبة إليّ قديم) عن “جيل مطبوع” نشأ في الحركة الطلابيّة ومنها بدأت مسيرته… وإن كان الحبيب وجوهر ليسا من نفس الجيل، ولكنّ السمات واحدة، هو جيل مسلّح بتسيّس مسدَّد وعلى ثقة بالفكر والحريّة وبأمل في البناء… والتسيّس ليس التحزّب، ولا احتراف السياسة، التسيّس إدراك علاقات الأشياء والظواهر والقدرة على تبيّن جانب من مآلاتها، وإن شئت فالتسيّس هو القدرة على تبيّن الكلّي في الجزئي وألاّ يحجب الكلّي عنّا أجزاءَه.
فالمرء مهما بلغ تحصيله وعلمه إذا خلا من “التسيّس” فهو كأيفون 10 بلا Puce..
نأمل أن تثمر المبادرة… دون إغفال أنّ وجهها الآخر هو فشل جيل في بناء مشترك قريب منه… تشكيل حكومة… وهي ليست بعيدة عمّا تعرفه النهضة من تجاذبات… كما أنّ الحديث عن صف ثوري لا معنى له عندي، وإنما الحديث عن مشترك.
نأمل أن تُثمر المبادرة، وأن يكون الشعب والتيار في الحكومة (وهذا ليس رأيي تماما… يوجد تفصيل لا تتحمّله التدوينة)، ولا خشية إلاّ من “رڤايع إيديولوجيّة” قد تنوض في هذا المنعرج أو ذاك عند البعض أو من “حالات نكوص” قد تقع أمام أوّل مطب عند البعض الآخر… وهذا أمر عادي… والنبي عادي…