رسائل سيئة للغاية
أحمد الغيلوفي
اعتقد انه على المؤرخين وعلماء الاجتماع دراسة المجتمع التونسي انطلاقا من سلوكات “نخبه”. هناك علم هو علم اجتماع العقليات يسعى لتحديد المعايير والقيم السائدة انطلاقا من سلوكات النخب المهيمنة:
• عندما يكون ابرز صناع الرأي هم متحيلون وفاسدون دخلوا السجن من أجل قضايا فساد مثل برهان بسيس وسمير الوافي وسامي الفهري ونبيل القروي فذلك يعني ان الفساد اصبح مصعدا اجتماعيا وليس الدراسة والعمل.
• عندما يتهافت السياسيون على هؤلاء المتحيلين فذلك يعني انهم طبعوا مع الفساد، بل اكثر من ذلك انهم يعترفون بهم كسلطة تمنح لهم القيمة الاجتماعية والشهرة. يقوم السياسي بتبييض الإعلامي الفاسد بحضوره معه مقابل أن يمنح له الفاسد فرصة الظهور الإعلامي فيحقق له الاعتراف به داخل “نادي المشهورين”. وهذه رسالة سيئة للغاية للناشئة: اذا اردت النجاح كن فاسدا أو خادما لفاسد أو صديقا لفاسد. لا تعادي الفساد انه طريق النجاح.
• عندما يستقيل وزير ليصبح من الغد على رأس منظمة فرنكفونية يعني: الشاطر هو من يهرب من هذه البلاد. على إطارات وكوادر البلاد أن تغادر فورا فلا مستقبل في تونس. تونس هي مجرد محطة “ترانزيت”. عندما تكون في خطة ادارية في تونس عليك أن تخدم فرنسا او المانيا او ايطاليا استعدادا لرحيلك. لكي تنجح فكر بخلاصك الفردي: كن خائنا وغير وطني. وهذا ليس جديدا على تونس: كان خير الدين يتلقى راتبا شهريا من فرنسا وهو من سهل لها الاستيلاء على هنشير النفيضة، وكان مصطفى حزندار عميلا لها وله جنسية فرنسية وكان خلفه شمامة الذي سرق ما بقي من الخزينة ذي جنسية فرنسية لذلك هرب بالبقية لفرنسا.