عبد اللّطيف درباله
نشرنا منذ أيّام مقالا يتناول بالتحليل ظروف تعيين حركة النهضة للسيد الحبيب الجملي لتشكيل الحكومة.. وتأثير صراع الأجنحة على ذلك الخيار.. وعلى نوع وتركيبة الحكومة.. وشركاؤها..
وأوضحنا أنّ الجملي لم يكن هو الخيار الأفضل.. والأكثر كفاءة.. وإنّما كان هو الخيار الأبعد عن نفوذ رئيس الحركة الغنّوشي.. الذي فرضه معارضوه عليه لإضعافه داخل الحركة..!!!
كما نشرنا مقالات تكشف أيضا بعض أوجه الخلافات والصراعات بين أجنحة متعدّدة في النهضة..
ومنها مقال عن استقالة أمينها العام زياد العذاري..
ومقال عن ملابسات إدارة حركة النهضة للمفاوضات في ما يخصّ الحكومة..
ولم يرغب الكثير من قواعد وأنصار النهضة تصديق حجم الصراعات بين الأجنحة.. وخاصّة بين القطبين الكبيرين داخل الحركة.. قطب رئيسها الشيخ راشد الغنوشي.. وقطب من هو ضدّه..!!
لكنّ أحداث اليومين الأخيرين.. وخاصّة الموقف من مشاركة أحزاب التيّار وحركة الشعب.. وحتّى إئتلاف الكرامة.. في الحكومة.. مقابل التحالف الممكن مع حزب قلب تونس.. ومدى ما ظهر من اضطراب في التفاهم حول ذلك.. ثمّ التراجع.. والتشويش والغموض.. أثبتت بلا مجال للشكّ.. ليس فقط وجود تلك الخلافات.. بل مدى حجمها.. وعمقها.. وشراستها..!!!
ومرة أخرى يبقى السؤال..
لمن ستؤول الغلبة بين أجنحة حركة النهضة..؟!
ما هو تأثير ذلك على مستقبل النهضة..!!
ما هو تأثيره على تكوين الحكومة وعملها..؟!
ما هو تأثير تلك الخلافات على مستقبل البلاد..؟؟!!