عبد اللطيف علوي
عبارة “الصّفّ الثّوريّ”، أو “القوى الثّوريّة”، أصبحت اليوم من أكثر الاستعمالات إثارة للتّقزّز، مثلها مثل عبارة “العائلة الدّيموقراطية الحداثية الدراشنهيّة”!
- ثوريّ آش هذا الّذي يسقط قانون الزكاة، ولا يهمّه أن يذهب الشّعب إلى الجحيم، من أجل أن يسجّل هدفا سياسيّا ضدّ خصمه “الإخوانيّ”!
- ثوري آش هذا الّذي يكفر بالثورة في سوريا ومصر وليبيا واليمن، ويدّعي أنّه ينتمي إليها في تونس! ولو بقي بن علي شهرا آخر لوقف معه ضدّ الشّعب بحجّة المحافظة على كيان الدّولة!
- ثوريّ آش هذا الذي يدافع عن ورثة التّجمّع من النقابيين البيروقراطيّين الفاسدين، وينادي بمحاربة الفساد فقط على البلاتوات الإعلامية!
- ثوريّ آش هذا الّذي لا يشبهه المناضلون والمدافعون عن السّيادة والمعتزون بعروبتهم وإسلامهم، ويشبهه الفاشيّ الأحمر الاستئصاليّ الّذي لا يؤمن بالدّولة ولا بالتّعايش ولا بأيّة حرمة لأيّ شيء!
- ثوريّ ايش هذا الّذي لا يزعجه أن تذهب الحكومة إلى الشراكة مع أكبر فاسدي المنظومة القديمة، فقط من أجل أن يثبت للنّاس أنّ النهضة لم يعد يزعجها التّحالف حتى مع الشيطان!!
- ثوريّ آش هذا يا بو ثوره !!
اليوم لا بدّ من إعادة التّصنيف على قواعد جديدة، كفى كذبا ونفاقا. كفى بيعا للأوهام! كفى خداعا لأنفسنا قبل الآخرين!
يا شعبنا الحزين، لا تؤمن بهم كثيرا، ولا تحلم كثيرا بفرسان من الخشب.
إنّهم ببساطة، لا يهتمّون لأمرك they don’t care!