نصر الدين السويلمي
لا أعتقد أن تكون الساحة السياسية التونسية شهدت أو ستشهد شخصية تفننت في مراكمة الفشل وإهدار الفرص مثل محسن مرزوق، شخصية تحسن التمسكن لتتمكن لكن يعوزها النفس الطويل، تلك مثلبة هذه الاسفنجة السياسية التي تمتص الحانات الحزبية ولا تسكر.
كاد مرزوق ان يصل الى مبتغاه لو تسلح ببعض الصبر، لكنه رفض التدرج واشتعلت نيران الشهوة في كيانه فأراد أن يعزل السبسي قبل انتهاء عهدته بل قبل منتصف عهدته، قام بتصفية كل القيادات الندائية وأجهز على أحلام المنافسين ثم جمد صلاحيات البكوش وزير الخارجية وانفرد بالقصر وبالدبلوماسية، لم يشبع! أراد أن يعصف بالسبسي تماما كما عصف بن علي ببورقيبة، لكن السبسي كان مازال عند فطنته، كما ان الثعلب اختار الوجهة الخطأ حين راهن على الولايات المتحدة الأمريكية! ولمّا تجاوز فرنسا وتجاهل الجزائر أصبحت مهمته في حكم المستحيلة.
انكشف الثعلب وتفطن السبسي ففعّل ابنه وقدمه كواجهة لمعركته التي ستنتهي بهزم مرزوق.. هُز000011 م الثعلب ولم يقف عند الهزيمة ولا هو تفطن الى حقيقة قوته ومتطلبات المعارك السياسية التي تحتاج الى الوقت والنضج، عاود الكرّة عبر لافتة جديدة أطلق عليها مشروع تونس واعتمد المفتاح كشعار لها، ثم اعتمد على المليون امرأة للتحشيد، غالطته سيغما وزرقونيها.. غالطه أكثر غروره فاعتقد انه سيكتسح بلديات 2018، ثم لم يكتسحها بل اكتسحته الهزيمة، انتكس المشروع، استعمل الثعلب الغبي شعاره أو مفتاحه ليفتح باب الانصراف، لقد انتهى كشخصية قادرة على تجميع السلك الحداثوي، مازال فقط عند هوايته القديمة، مازال يستعمل انف الثعلب ليشمشم على مراكز القوى، عرض نفسه على عيال زايد واجتهد في ذلك منذ 2014 لكنه فشل، انتهى به المطاف يستجدي التحالف مع الشاهد، ثم ذهب الى مونبليزير، لم يجد الغنوشي! وجد الهاروني الذي وعده بالنظر في أمره ثم انصرف..
ثم هاهو يجدد محاولته مع عيال زايد الذين تيقنوا انه افشل من أن يلبي ولو اليسير من مطالبهم وطموحاتهم في توس، اليوم يتقرب إليهم عبر بوابة مشيرهم الطبرقي، يجتهد مرزوق.. يقول.. يتحرك.. يتخبط من أجل لفت انتباه محمد بن زايد… مازال هذا الثعلب الغبي لا يعي أنه ورقة محروقة، وان عيال زايد الأثرياء اجلاف التبذير لا يجمّرون البايت..