ما الضير في رفع شعار رابعة ؟؟
حليم الجريري
تعالوا نحرر المصطلحات، شعار رابعة رُفع بسبب حادثة فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في مصر بالجرافات والأعيرة النارية والحرق بالنار..
أسلوب توسله نظام الإنقلاب الذي قاده قائد الإنقلاب عبد الفتاح السيسي عبر جيش الإحتلال المصري الذي سخّر بيادته للدوس على رؤوس المصريين..
قُتل على إثر هذا “الفضّ” 800 معتصم بجرة قلم (حسب الإعلام المناوئ للرئيس مرسي رحمه الله) و3000 معتصم (حسب الإعلام المساند له)..
إنسانيا وأخلاقيا وعُرفا ودينا القتل حرام.. ومن أعان على قتل مؤمن ولو بشق كلمة، جاء يوم القيامة مكتوب على جبينه “آيس من رحمة الله”، فما بالك بالذي قتله والذي ساند قاتله والذي دافع عن قاتله..
هؤلاء الذين سُحلوا في ميدان رابعة كانوا معتصمين من أجل الدفاع عن شرعية رئيس جاء إلى كرسي الرئاسة عبر انتخابات ديمقراطية شهدت على نزاهتها منظمة كارتر لمراقبة الديمقراطية، ولم يأت على دبابة، ولم يتصدر عرش مصر بانقلاب على رئيس سبقه.. وليس قيصرا هالكا تسلم المُلكَ من قيصر مالك.. ولو كان شيوعيا شرعيا لدافعنا عليه وعلى أنصاره بنفس الوتيرة..
هؤلاء الذين سُحلوا لم يُرضهم أن تعود عقارب الساعة الى وراء، ويعود الحكم إلى النظام الواحد والحزب الواحد وتعود بيادة العسكر إلى عادة حليمة القديمة..
نواب الحر الدستوري الذين خرّوا ونَفَروا بسبب رفع راشد الخياري لشعار رابعة كأنما بينهم وبينه ناقة البَسوس، لو كان إبن خالة أب عم أحدهم معتصما في أحد ميادين “الدفاع عن الشرعية” وقتل ثابتا على مبدئه، لصار السيسي أرذل رئيس على وجه البسيطة.. لكن ليس منهم رجل رشيد.. ولم يؤمن أحدهم ما دام لم يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ولم يكره لأخيه ما يكره لنفسه.. ورَكنَ إلى الذين ظلموا فستمسّه النار..
أنا أرفع شعار رابعة حتى وإن رفعه راشد الخياري، وكل من مازال على بقية من دين وأخلاق يرفع شعار رابعة، رابعة التي وصمت نظام النار والعار والشنار في مصر بأقبح صفة وأوقح مجزرة في تاريخ الإنسانية..
أنا لا أقتل الذين أختلف معهم، وإلا لكنت قتلت نصف سياسيي تونس، وثلاثة أرباع الذين أعادوا التوازن للمنظومة القديمة..
أنا أرفع شعار رابعة ولست إخواني.. ولكنهم إخواني..
أرفع شعار رابعة ولو كنت “خوانجي” لأعلنتها على رأس الأشهاد ولن أجد في نفسي حرجا من انتماء ليس جريمة..
أقول قولي هذا وإن نَخَرَ المناكيد أتباع العَبابيد..
وآخر دعوانا أن اللهم ارحم شهداء رابعة.