عبد اللّطيف درباله
في نظرية التحليل النفسي.. يقول عالم النفس الشهير سيغموند فرويد.. بأنّ التصرّفات والكلام.. وخاصّة الهفوات والأخطاء التلقائيّة واللاّ شعورية.. تدلّ بوضوح على الأفكار اللاّواعية.. والرغبات العميقة.. وخاصّة على العقد النفسيّة للشخص..!!!
اليوم.. بمبادرة عبير موسي بالاعتصام في منصّة رئاسة مجلس النواب..
ثمّ بمبادرتها هي نفسها بالجلوس في كرسي رئيس المجلس.. والذي يشغله اليوم زعيم حركة النهضة راشد الغنّوشي..
أظهرت عبير موسي بوضوح لا لبس فيه.. حقيقة عقدتها النفسيّة والسياسيّة.. وفضحت نفسها بنفسها..!!
فعبير موسي على ما يظهر بقوّة ووضوح.. لم تستطع أن تصدّق.. ولا أن تستوعب.. ولا أن تهضم.. ولا أن تتقبّل.. حتّى اليوم.. أنّ راشد الغنّوشي بالذات.. العدوّ الأوّل.. والنقطة السوداء.. لسيّدها ومعبودها الديكتاتور زين العابدين بن عليّ.. أصبح بالفعل رئيسا لمجلس نواب الشعب بطريقة ديمقراطيّة.. عندما “فتح الله عليها” هي.. وأصبحت نائبة بالمجلس.. الذي لم تدخله في عهد بن علي رغم خدمات رقصها وغنائها وهتافها وتطبيلها له..!!!
فقد كانت عبير موسي حينها مجرّد أداة تطبيل فجّة ورخيصة.. رأى أسيادها أنّها لا تزال أصغر من التكرّم بتعيينها في المجلس..!!
أيّام كانت عضويّة البرلمان عمليّا وفعليّا تحصل عبر التعيين المغلّف بالانتخابات الزائفة..!!!
بكون الغنّوشي يرأس البرلمان..
وأنّ حزب النهضة هو الكتلة الأولى فيه..
وأنّ المحلس فيه أيضا عدّة نواب آخرين من أحزاب أخرى كانوا معارضين لسيّدها بن علي.. وينظرون لها نظرة احتقار وازدراء..!!!
لذا وككلّ العقد النفسيّة والأمراض العصبيّة.. فإنّ تجليّاتها تظهر بوضوح في ردود فعل متشنّجة.. ونوبات عصبيّة.. وتصرّفات لا عقلانيّة.. واضطرابات عقليّة وجسديّة.. وتغيّر في السلوك.. لا شكّ أنّه يتمظهر تماما في سلوك وأفعال وكلام وتصرّفات و”طلعات” وشطحات وتهريج.. عبير موسي.. منذ بداية الدورة النيابيّة الجديدة.. من صراخها وهتافها وقت أداء النشيد الرسمي في جلسة الافتتاح.. إلى اعتصامها ومبيتها بالقبّة وجلوسها على مقعد رئيس المجلس اليوم.. مرورا برفضها قراءة الفاتحة على شهداء غزّة.. ونوباتها العصبيّة واضطراباتها الهستيريّة في كلّ جلسة دون استثناء…!!
المسكينة عبير موسي تعاني ما شرحه لنا فرويد..
وستجعل كلّ البرلمان.. وكلّ تونس تعاني معها عقدها وأمراضها النفسيّة والعصبيّة المستعصية التي هي سياسيّة أساسا..!!!