الصبر يكاد ينفذ.. هيا بِنَا إلى الصندوق
صالح التقاز
دعونا من كل المهاترات فالصبر يكاد ينفذ وهيا بِنَا الى الصندوق بعد أن ذهبت عن أعيننا غشاوات حجبت عنا عدة حقائق.
ما نشاهده من احداث ومسارات يؤشر لازمة خطيرة لن نتجنب وقوعها إلا بأخذ التدابير المناسبة للمرحلة واستحقاقاتها.
ما الذي يحدث ؟
- الهروب الفاضح لأحزاب اختارها الشعب لجرأة طرحها وثوريتها و مواقفها المبدئية ضد الفساد والاستبداد، هروبها من تشكيل الحكومة او على الاقل تذليل عقبات تشكيلها.
- تمرد مشين لنواب يعادون الثورة واستحقاقاتها ويحاربون المسار الديمقراطي بشتى الوسائل، لا يدّخرون جهدا للتعطيل والتلبيس والعربدة.
- انزلاق مخيف لبعض النواب نحو فخاخ ينصبها جرحى أتباع المخلوع وأيتام الاستبداد بكل خبث وصفاقة.
- استغلال وضيع لهشاشة فترة تصريف الأعمال لتمرير مئات التسميات في مختلف مفاصل الدولة لضمان الاستمرارية في الحكم خلف الستار والتغطية على ملفات الفشل والفساد.
كل هذا يحدث والشعب يدفع الثمن باهظا أرواحا تزهق ودماءا تهرق في الطرقات والأماكن العامة والمستشفيات.
كل هذا يحدث وشباب تونس يتساقط أمام ضربات البطالة والحرڤة والمخدرات والتطرّف.
ربما لم تتوفر للشعب الرؤية الواضحة فلم يحسم الأمر في اختياره فجاءت نتائج الانتخابات مشتّتة رغم توجهها العام نحو قوى الثورة.
قد غاب على الشعب زئبقية بعض من أعطاه فرصة تحمل المسؤولية ولم يدر في خلده أن علاقة البعض بحق التونسي في الكرامة والحياة الكريمة هي مجرد شعارات يصرخ بها أمام عدسات المصورين.
لقد بان للشعب منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية من بان عن تطلعاته وتولى يوم الزحف في معركة تحرير المواطن والوطن.
المرحلة دقيقة وكل ثانية تمر تزداد حالة الوطن والمواطن سوءا وليس امامنا الا الحسم العاجل في حالة الصراع الأرعن الذي لم تزده حالة التشتت الا احتداما وتذكية.
لن يكون هذا الحسم بمزيد ضياع الوقت في البحث عن توافق بعيد المدى بل مستحيل ربما.
إن الحل الأفضل لن يكون إلا باسترجاع المواطن حق الاختيار الواعي و الفطن بالرجوع الى الصندوق لإفراز قوة قادرة كما وكيفا على تصدّر المشهد وصنع الحدث وأخذ القرار وإحداث الفارق.
دعونا من كل المهاترات فالصبر يكاد ينفذ وهيا بِنَا الى الصندوق بعد ان ذهبت عن أعيننا غشاوات حجبت عنا عدة حقائق.