شوقي الشايب
هزت فاجعة الموت بعمدون كل قلوب “من كان له قلب” في تونس، وفجاة تتالت بعض الفواجع واهتزت القلوب وصاحت في تونس النادبات.
ولن اعلق ابدا على مرضى القلوب أو سياسيي التموقعات فإنهم لا يعنوننا أبدا فلسنا منهم ولا هم منا.
ما يهمني أننا مازلنا “للأسف” سنتلقي أخبارا أخرى، وفواجع مماثلة ولعل الدموع من اعيننا ستنضب وهذا وربي ليس تشاؤما بقدر استقرائي اتمنى خطأه أكثر من صوابه.
فان ارث انظمة الموت لن تبشرنا إلا بموت، ولعل ما تركوه فينا ليس إلا ساحة دماء تنعق فيها الغربان السود وان دبيب الحياة في أرض الجراد صعب وارث سفاحي السياسة ثقيل وثقيل جدا.
إن سنوات بن علي وبورقيبة كانت دهرا من التهميش والحڨرة والموت والعذاب، وإصلاح أكثر من ستين سنة ليس بالهين ابدا ابدا، ولعمري ليس هذا من التبرئة لساسة تونس بل فقط توصيفا موضوعيا لكي لا يزايدن بعض ضباع الساحة الذين ينهشون الجيف ويتلذذون لقمة الخراب.
اخاف حقا من مشهد عازفي الكمان الذين ظلوا يواصلون الحان الحياة وسفينة التيتانيك في طريقها الى قعر المحيط ومن تحت الواحها جثث من أرادوا الحياة.
واخاف ان تكون تتالي الفواجع سببا في قساوة قلوبنا وموت ارواحنا قبل أجسادنا، فمن ضرائب العولمة أنها جعلت من المجتمع العالمي أكثر لا مبالاة أمام ما كان يحزنه في الماضي عبر اعتياده مشاهدة صور الموت، فمثلا ليس تعاطي المجتمع الدولي امام صور جرحى وقتلى الانتفاضة الأولى في الأقصى كتعاطيهم الآن مع صور الغارات في قطاع غزة، وان كثرة الدم تمنع الاحساس وتميت الروح.
ويا خوفي على موتنا الجسدي والروحي فمثل هذا البلد يستحق الحياة، يستحق بعض الحياة.