عماد الدايمي اختار الهجوم على الدابة السوداء
علي بن مكشر
عماد الدايمي : الفارس الأخير :
لستُ ممن يحبون المدح للأحياء، ولكنَّ بعضهم يفرض نفسه، فلا أجد مناصًا من شكره، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
هذا الرجل، الذي لا يجمعني به شيء، سوى الولاء للوطن، ليس إلا، اختار طريق الموت.
كان بإمكانه أن يختار طريق الحرير، ويسوق أيّ حجة لناخبيه كي يتلاءم مع وكر الثعابين، ويشارك في “الحل السلمي قليلا”.
لقد اختار الهجوم المباشر على الدابة السوداء، ووكر الثعابين الذين سمموا حياتي وحياة والديّ وحياة الذين سيلحقون بنا، وامتصوا ضرع البلد حتى أجدب..
بصدر عار وقلب جامد، اختار طريق الاستشهاد، طريق الحق، طريق أبي ذر، دون تكتيك ولا مواربة.. هو الآن يربكهم، وينزل من موقع نائب شعب، إلى موقع المواطن العادي، لمقارعة الأنذال دون أن تصطك له ركب ولا ترعبه آلة الكذب.
أعرف تماما ظروفه الاجتماعية، عائلة في الغربة وأطفال محرومون من أبيهم، وامكانيات مادية متواضعة، ورغم ذلك لازال كابوسا يداهم أحلام المافيا، وينكش ماضيهم الإجرامي…
شكرًا عماد، امض في طريقك: لا تسل أين الرجال… كلهم “يشاركون الآن في الحل السلمي قليلا” أو كثيرا..