غزّة معجزة الله المتجدّدة
سليم حكيمي
حين يقع الاستشهاد بالايات القرانية التي تسيح دقّتها في كل جَنبات الواقع وتسبح في عالم الغيب والشهادة تخال أنها مُستلّة من نص يحوي مجلّدات… وحين تسمع سيرة النبي محمّد، قولا وفعلا، تشعر أنك إزاء رجل عاش الدّهر، وهو من افضى الى ربه في سنّ 63 ولم يزدْ، لفرط ثرائها وتنوّع مجال الفعل والتأثير فيها. لينتهي بك المطاف الى الاعتقاد بان شريط غزّة يساوي قارّة بأسرها في حين انها لا تزيد مساحة عن 56 كم مربّعاً.
الإعجاز القرآني يتجلى فيها ببركة المكان والإنسان المقاوم. كل يوم تهدم البيوت قصفا ولا تزال غزّة موجودة. ما هذه غزة لولا إعجاز الله ؟؟؟ انّها المقطوعة عن الأرض الموصولة بالسّماء وعد الله في رجاله المرابطين. هم بشر كسائر الناس غير أن عالم الشهادة لم يحجب عنهم عالم الغيب. ليست رؤوس المقاومة هي المطلوبة، بل ثقافة المقاومة المنتجة كل هذا الإعجاز الانساني المُثابر، لان اسرائيل تخشى الثقافات الجذرية.
غزة معجزة الله الحية في انسانه المقاوم الذي لم يفلح معه الردّع والقمع. “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحقّ لعَدُوهم قاهرين لا يضرّهم من خالفهم إلاّ ما أصابهم من لأْواء، فهُم كالإناء بين الأَكَلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك” قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: “ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس”. لا يجب ان تكون مسلما حتى تؤلمك مشاهد الدّمار وقتل الأطفال في سوريا ببقايا الشيوعيّة… يكفي ان تكون انسانا. حضارة الغرب المتوحش تقود العالم الى الدّمار، وكل ما يبدو نظاما عالميا ليس سوى الفوضى والابادة. الامريكان قتلة العشرين مليون هندي ومليون ونصف فيتنامي ومليون عراقي، والروس قتلة 5 ملايين أفغاني… لا يصلحون لقيادة العالم الذي صار يعيش الابادة ورغم ذلك… فـ “إنّ غرسَ صُهيون لا يُمكن أَن ينبت وإذا نبَت فإنّه لن يثْبت”. هكذا قال العلاّمة الجزائري “البشير الإبراهيمي”.