لم يكن خطاب وداع
الأمين البوعزيزي
في لقاء خاطف مع الدكتور محمد المنصف المرزوقي قبيل خطاب اعتزال أي مسؤوليات سياسية وحزبية تهم الشأن الوطني في تونس، يسألني رأيي.
أجبت: سأقول لك رأيي كما هو أيا كانت ردة فعلك. فأردف موافقا، نعم نعم أريد موقفك كما هو.
قلت: “بالنسبة لي عندما أكثّف مسيرتك فكرا وممارسة في جملة وحيدة، أقول مناضل في سبيل الديموقراطية. هذه المعركة التي نذرت لها عمرك انتصرت في تونس التي لم تعد فاشية مرعبة، ما تبقى من معارك تجذيرها مواطنيا اجتماعيا سياديا ليست مهمات فدائيين بل معركة شعب من المواطنين نراه يبنى نفسه حجرا حجرا. لم يعد لك من دور في الحياة السياسية المحلية خصوصا وأنه برحيل السبسي لم يعد لك ندا تقارعه. أراك التونسي الوحيد الذي له إشعاع عربي مرتبط عضويا بثورات الشعب يريد… واصل هناك”.
لم أكن مقتنعا أبدا بخوضه معركة الرئاسة 2019 وقلته له مباشرة منذ صيف 2018: معركتك الآن حيث معركة بناء شعب المواطنين وهذا ليس من مهمات السلطة.
لكني وقفت إلى جانبه ساعة خاض المعركة، شعاري: اقتربت منك ساعة دفع الثمن لا ساعة قبضه ساعة كنت رئيسا كما فعل من عقروك.
تابعتُ خطابه منذ لحظات… لم يكن خطاب وداع، بل كان خروج الكبار الذين يشغلون أنصارهم وخصومهم… انسحب الشخص وترك المشروع الاستراتيجي السيادي في سبع نقاط وربطه بأشواق الأمة، شرط النهوض الظافر كما أفصحت عنه تجارب التاريخ الحديث والمعاصر…
ولنا عودة أكثر تفصيلا…
ملاحظة لجماعات الهُمزة واللُّمزة:
رفيقه عماد الدايمي ليس وريثا كما يصنع شبيحة تحويل الكلمات الكبيرة إلى كبائر… عماد انسحب كليا من كل انتظام حزبي، تفرغا لمعركة وطنية مقدسة أصبح خبيرا فيها ومحط ثقة خائضيها: ملاحقة “الحامي” والحرامي /لصوص المال العمومي.
✍️الأمين البوعزيزي.