استراتيجيات التعويم… معاول إبليس
عايدة بن كريّم
منذ الإنتخابات واستتباعات لطخة “الشعب يريد” على “القديمة” والمشهد العام فاض بالأحداث الهامشية التي تحوّلت إلى قضايا رأي عام…
أولا قصة طالب كلية الطب التي احتلت فضاءات الإعلام والتواصل الإجتماعي وتحوّلت إلى قضية رأي عام ونفخوا فيها ثمّ قبل أن يعرف الناس مآلات الحكاية انتهت. وطفت على سطح المشهد حكايات الفنانين متاع jcc هذه نحّات صبّاطها والأخرى نسات فستانها في الطيّارة… عركة بين هند صبري ودرة زروق عملوا لها طاولة وكراسي ولطفي العبدلي يرضّي والهادي زعيم يتوسّط…
ثمّ جات حكاية بية الزردي وكلاي هي تسبّ وهو يتوعّد ووقع تدويل الحكاية وبية باش ترفع قضية عند الأمم المتحدة… لأنه كلاي (الميشون) هدّدها في شرفها وهذه حكاية متاع حقوق المرأة وحرية الاعلام (هي على خاطر إعلامية)… وهي مصدومة لأنّها بنت عايلة. وهي هكاكة في حالة “ذهول وجداني” واحد آخر من غادي يخرج لها فيديو كليب وبقية الحكاية عند الهادي زعيم.
في الأثناء جاءت حكاية آدم والملهى الليلي وبلاتوهات وسياسيين ووزراء ما عندهم من حديث كان على شكون قتل شكون… طبعا هذا كلّه يدور يدور ويجي في حجر الهادي زعيم إلّي يخدم في الحوار التونسي وشدّ برنامج “فكرة سامي الفهري” بعد ما عرفو شدّ المرناقية.
الهادي زعيم عمل البوز في موزاييك وفي الليل عمل البوز بحكاية بية وكلاي (فكرة سامي الفهري)… هو مجرد عون تنفيذ ومن يقف خلفه ويدعمه يعرف أنّ الشعب يموت على هذه الحكايات… ويكفي تعمل 5 صفحات في الفايسبوك و10 في الانستاغرام وترمي الخبر معاه تصويرة باش الدنيا تولع.
تعويم المشهد بالحكايات الفارغة إلّي فيها تقطيع وترييش وصناعة مشاهد من أفلام بطلاتها لست أدري إن كان من باب الصدفة “كرونيكورات” عند سامي الفهري…
الهادي زعيم موش سيدي تاتة باش يحصل… الرجل مضرّس في الميدان.
بية الزردي ومريم الدباغ ورانية القابسي (متاع الشيكات) لديهنّ باع وذراع في ميدان اختصاص سامي الفهري.
وجميع هذا “وقائع مصنوعة” لتعويم القضايا الرئيسية: قضية سامي الفهري التي حسب أول تصريح للسليطي فيها تهديد للأمن القومي… وقضية الوردانيين المتورطين فيها جماعة “نافذين” ومن بينهم كرونيكورا عند سامي الفهري.
والأهمّ من كل شيء تيئييس الإرادة الشعبية. وبثّ الإحباط والتشاؤم.
•••
نرجعوا لموضوعنا… علاش شدّوا سامي الفهري؟ وعلاش سيبوه؟ ومن هي الشخصيات النافذة المتورطة في الفساد؟
تعويم المشهد بقضايا الدعارة والفساد الأخلاقي (في معناه الضيق) للتطبيع مع منظومة كاملة فاسدة… وتبرير الفساد الكبير بالفساد الصغير.
هي استراتيجيات لمُحاربة “القيم” و”الرموز” التي أفرزتها لحظة قيس سعيد رئيس بتعويم المشهد بقيم مضادة… وإعطاء صورة بائسة على التوانسة… تدغبيش الصورة التي خرجت للعالم بعد انتخابات أكتوبر 2019. والتي حفزت الشعوب العربية وجعلتهم يخرجون للشارع منادين بإسقاط الأنظمة الفاسدة.
نعيش مرحلة مهمة وهي اختبار قدرتنا على الصمود أمام “شمشون الجبار” الذي وصل حالة يأس ستجعله يهدّ المعبد على الناس الكلّ.
قيس سعيّد (الرمز وليس الشخص) معول ربّاني… والهادي زعيّم وجوقة إعلام بية الزردي رموز لمعاول إبليس…
والبقاء لمن لديه قدرة على الصمود…