هايــــ كــــــــــــــــــــا مــــــــــــــورا

نصر الدين السويلمي

حدث سابقا ويحدث الآن.. الهايكا تغرّم قناة الإنسان 40 ألف دينار بسبب انتقاد رضا الجوادي للمجازر في بورما.. الهايكا تغرّم قناة الإنسان بــ 50 ألف دينار بحجّة التحريض على الكراهية وبثّ ما يدعو إلى الإقصاء ضدّ فئة من التونسيّين، وأكّدت أنّ أحد البرامج تضمّن مداخلة لضيف توجه فيها بنعوت تمسّ من كرامة ما وصفهم باليساريّين! ضيف انتقد اليسار أو جرّح فيه كلف القناة خطّية بــ 50 ألف دينار وإيقاف البرنامج ومنع إعادة الحلقة المعنيّة!!!

نفس هذه الهايكا كانت شاهدة ساهرة تتمتع بالأوصاف الرهيبة التي وصفت بها مايا القصوري أنصار قيس سعيّد وأنصار النهضة حيث وصفتهم بالقطيع وبالحيوانات.. هي أيضا نفس الهايكا التي عاينت وعلى مدى أسابيع القصف المركّز الذي تعرّضت له النهضة خلال الحملات الانتخابيّة، كما تعرّض له قيس سعيّد، وعاينت عن كثب الانتقام الممنهج الذي اقترفته قناة الحوار ضدّ الرئيس الحالي وصل إلى حدّ وصفه بالإرهابي والسلفي واليساري المتطرّف والشيعي.. رغم ذلك ظلّت الهيئة تغطي على قناة الدّمار الشامل، وتلاحق بل تتحامل على قناة الزيتونة وتتحايل لإيقاف بثّها، كما ظلّت تترفّق بإذاعات الدمار الشّامل، وتفرّغت لملاحقة إذاعة القرآن الكريم!!!

لم تتحرّك الهايكا للمجزرة الأخلاقيّة التي أقدمت عليها قناة الحوار، ولا هي تحرّكت للمجزرة السياسيّة التي نفّذتها في حق النهضة وقيس سعيّد، بل سارعت إلى إصدار بيان جاء فيه “عبّر مجلس الهيئة العليا المستقلة للاتصال السّمعي والبصري عن إدانته للاعتداءات والتهديدات التي طالت عددا من الصحفيّين وقناة -الحوار التونسي- التلفزيّة، ويعتبرها بوابة لضرب حرّيّة التعبير والصحافة ويطالب النيابة العموميّة بفتح تحقيق في الغرض وملاحقة المعتدين. كما تدعو الهيئة السلطة العموميّة إلى ضرورة حماية الصحفيّين حتى يتمكّنوا من أداء دورهم في أفضل الظروف”، تشير الهايكا هنا إلى غضب الشعب التونسي من الأدوار القذرة التي قامت بها القناة المذكورة، وبدل أن تنحاز الهايكا إلى الشعب وتفرض عقوبات رادعة على الحوار التي عملت بالليل والنهار على هرسلة قيس سعيّد، ودخلت في مواجهة مفتوحة مع 72% من القوى الناخبة، بدل ذلك تخندقت مع العار واختارت شغل العصابات في قطيعة كاملة مع المهنيّة والذوق والأخلاق.

إلى جانب تجاهل الهايكا لكلّ الجرائم التي اقترفها إعلام العار الموصول بأورام اليسار الاستئصالي ضدّ رئيس البلاد والحزب الأول في البلاد وأنصار الحزب الأول كما أنصار الرئيس، فإنّ الهيئة المذكورة تحرّكت فقط حين وصلها الطّش! وأصدرت بيانا دعت فيه النيابة العموميّة إلى التحرّك ضدّ قناة الزيتونة وقناة نسمة وقناة القرآن الكريم لأنّ هذه القنوات ووفق اللجمي شنّت حملة على الهايكا!!.. ألا يعلم رئيس الهيكامورا وعصابة الكامورا أنّ إعلام عبد الوهاب عبد الله يدكّ بعنف منذ سنوات كلّ ما يتعلّق بالثورة وما يمتّ لها بصلة، ألا يعلم أنّ أشرطة لفقت وإشاعات نشرت ودعوات إلى الاحتراب صدرت من قنوات الوباء الاستئصالي التي يحميها لجمي آل كابوني، لقد استمع الزعيم الكاموري بانتباه إلى لطفي العمار وهو يحرّض على أحد الأحزاب وينفي عنه الوطنيّة ويدعو إلى عدم انتخابه ويبثّ الإشاعة حوله، استمع أيضا إلى زرقوني نسمة وهو يؤكّد أنّ النهضة ستبقى في الصدارة ولن تتراجع إلا بعمليّة إرهابيّة كبيرة، استمع إلى كلّ ذلك ثم سحب هاتفه وتباحث مع بقيّة التشكيل الهايكاموري حول العقوبة التي يجب أن تسلّط على قناة الإنسان لأنّها أسرفت في الحديث عن القرآن الكريم وعن محمد النبيّ العربيّ”صلى الله عليه وسلم”.

هايكا في شكل عصابة تقوم بأدوار عبد الوهاب عبد الله والرمضاني، هذه المرّة ليس لصالح منظومة بن علي فقط وإنّما لصالح التحنيط اليساري المؤدلج، عصابات هايكامورية تطلق على دعوات التقتيل والتصفية والعنصريّة والكراهية، “حرّيّة تعبير”، هايكا عوّضت وزارة الإعلام بأساليب أبشع من وزارة الإعلام، هايكا تتحسّس من الرحمن الرحيم بحنجرة عبد الباسط عبد الصمد، ولا تتحسّس من الشيطان الرجيم بحنجرة سحليّة عريانة، أمعن في تعريتها بحر الزنتان!

Exit mobile version