الاتّحاد مرتبك
نور الدين الغيلوفي
الارتباك الذي عليه قيادات الاتّحاد العام التونسيّ للشغل يبيّن واضحًا أنّهم باتوا مرعوبين من المساءلة والمحاسبة غدا.. لذلك فهم يستَبِقون بشنّ تحرّكات عرجاء لا تعدو حربَ صراخٍ بحسبان أنّهم في زمن 2012…
بدل أن يقف الاتّحاد مع الأصوات الداعمة لمشروع مقاومة طاعون الفساد وتحرير البلاد والدفاع عن الشعب، انخرطت قيادته في ردح مكشوف…
ولمّا كان منسوب الغباء لديهم عاليا فإنّهم لم يبدعوا شعارا جديدا ووقعوا في ثلب من صار بالإرادة الشعبية، رئيس برلمان الشعب بترديد شعارات فاسدة انتجها جَهَلةٌ مَوتورون…
يوما بعد يوم تكشف قيادة الاتّحاد أنّها:
- موَرّطة في ما تخاف انكشافه مِن أمور تجاهد لتغطيتها عن الشعب حرصا على مصالح عالقة وعلى ألّا ينكشف زيف صورة (أكبر قوّة في البلاد).
- حمقاء قد رضعت ألبان الغباء مُرَكَّزة من أضرع فاسدين ورّطوها في ما يناقض مهامّها واشتروا صمتها ليمرّروا فسادهم لقاء رشاوى قد تنكشف يوما.. ولن يطول حجبها عن الناس.
- مؤدلَجة حتّى النخاع.. وليس لها من الإيديولوجيا غير صفحة العداوة أمّا صفحة البناء المفيد فقد قاطعتها من زمان.
تحرّك مشبوه…
الجهات التي دعت إلى تحرّك الاتّحاد اليوم بمدينة صفاقس وأذنت برفع تلك الشعارات العدوانيّة ضدّ شخصيات وأحزاب سياسيّة فائزة بالانتخابات التشريعيّة الأخيرة هي جهات مشبوهة تريد بالمنظّمة شرًّا.. ولا يمكن بأيّة حال من الأحوال أن تكون جهات مسؤولة..
هل يُعقل أن ينجز الاتّحاد العام التونسيّ للشغل تحرّكا جماهيريّا للردّ على نتائج الانتخابات التشريعيّة برفع شعارات عدائيّة من قبيل:
- يا غنّوشي يا سفّاح يا قتّال لرواح.
- يا غنّوشي يا جبان الاتّحاد لا يهان.
- عاش عاش الاتّحاد أكبر قوّة في البلاد.
- شركاء في العدوان الروابط والإخوان.
- يا مخلوف يا جبان الاتّحاد لا يهان.
هل يُعقل أن تعمل منظّمة وطنيّة بحجم الاتّحاد العامّ التونسيّ للشغل على تلويث الفضاء السياسيّ وإشاعة مناخات الاحتراب لقطع الطريق على خروج البلاد من أزماتها؟
أليس بالمنظّمة عقلاء يوقفون هذا الانحدار؟
أتصوّر أنّ هذا التحرّك فعلته جهات تعمل على إدخال الاتحاد في محرقة تنتهي إلى تصفيته وتصفية خصومه الافتراضيين…
ولكن لمصلحة من؟
من المستفيد؟