رئيس الحكومة والخبراء الأشاوس
نور الدين الغيلوفي
رئيس الحكومة المكلَّف لا أعرفه ولم أسمع، من قبلُ، عنه.. ولا أملك أن أقول له ولا عليه قولا.. رشّحه الحزب الفائز في الانتخابات التشريعيّة، كما ينصّ الدستور، وكلّفه رئيس الجمهورية، كما يأمر الدستور…
الرجل ما زال عند لحظة الولادة بصدد تقييد اسمه في سجلّات الحالة السياسيّة.. لا أحد يعرف شرّه من خيره ولا يدري أحد عن كفاياته شيئا ولم يُختبَر بعد له أداءٌ رئيسَ حكومةٍ…
ولكنّه يتعرّض إلى هجوم كلاميّ من خبراء أشاوس لم تجُد السماء بمثلهم ولا عرفت الأرض نظيرا لهم.. يعرفون كلَّ شيء ويُفتون في كلّ شيء كما لو أنّهم عندهم علم الغيب ويعلمون ما في الأرحام.. يسمحون لأنفسهم بالتسلّل إلى الجنين قبل خروجه وإجراء عملياتهم عليه داخل الرحم.. يطّلعون على جنسه ويحلّلون حبله السرّيّ ويحدّدون فصيلة دمه لمعرفة نسبه البيولوجيّ.. لعلّ وعسى…
راهو عندكم الحق باش تفكروا.. وتعبروا.. بفضل الثورة الفاضلة..
ولكن جِدُوا لكم صحنا تنقعون فيه خبزَكم…
فإنّما جُعل الكلام ليفيدَ…