صالح التيزاوي
كثير من سياسيينا ليسوا بعيدين عن طيف التّوحّد.. حركة الشّعب أعاقت الأيديولوجيا نموّها الذّهني، فحرمت القدرة على التّمييز بين مصلحة الثّورة والوطن والولاء الأعمى لمحور البراميل المتفجّرة” طهران، دمشق، دجّال المقاومة وشيخ الطّائفية”، وزادها عماء الألوان شقوة على شقوة فأصبحوا يرون ربيع العرب “ربيعا عبريّا”!! فكيف لهؤلاء أن يقنعونا بأنّ قلوبهم على الثّورة والحرّيّة في تونس؟ لم يعد بإمكانهم بعد مأساة الأمس إقناع الشّعب التّونسي أنّهم من القوى الثّوريّة!!
حزب التيّار هو الآخر علقت النّرجسيّة بزعيمه كالعوسجة، وجرت فيه مجرى الدّم في العروق فأفقدته القدرة على التّواصل مع رفقاء الأمس ضحايا القمع والإستبداد والحلم المشترك بالحرّيّة والتّحرّر، حتّى لم يعد يرى نفسه إلّا معارضا في صفّ الفاشيّة مع جلّادي الأمس..
زاد من تعكّر حالتهما الذّهنيّة رهاب الإسلام السّياسي الذي صنعه الإستعمار ورعته الدّكتاتوريّة، فضيعوا بوصلة الحرّيّة والتّحرّر الكامل من أخطبوط فساد يحاربونه في العلن ولا بمانعون من التقائه سرّا… خمس عجاف أخرى.. هذه المرّة بإمضاء سياسيين كنّا نعدّهم من القوى الثّوريّة…
انفضّ المجلس وعاد الصّافي سعيد مسكونا بغربة قاتلة نتقاسمها معه.. خسر من “فاز” بتكلفة باهظة ولم يربح من من باع نكاية بخصومه… قديما: زمن الحقبة الإستعماريٍة كتب الشّابّي بحرقة “ضيّع الدّهر مجد شعبي” حتّى مات بحسرته.. واليوم جميعكم (من باع ومن اشترى) ضيّعتم مجد الثّورة.. الجميع فاسدون على رأي أسمر الشّاشة المصريّة ولا نستثني أحدا، فكيف ستقاومون الفساد؟