مورو.. رجل استثنائيّ، أفسدته السياسة والإعلام !
عبد اللطيف علوي
عبد الفتاح مورو تاريخ ومسيرة نصف قرن أو أكثر من العلم الموسوعي والدّعوة والسّياسة والنّضال.
خطيب استثنائيّ قلّ أن يجود بمثله الدّهر، وهو خطيب القرن في تونس بلا منازع.
عبد الفتّاح مورو صورة فريدة للطّيبة والتّلقائيّة والقدرة الفطريّة على التّعايش مع كلّ فئات المجتمع.
لا تبخسوا النّاس قدرهم وميزاتهم.
لكنّه ككلّ إنسان لديه نقاط ضعف، ومن سوء حظّه أنّ نقطة ضعفه قاتلة ومرئيّة من بعيد ويسهل للجميع الوصول إليها!
نوع من الدّروشة، بمعنى حسن النّية الّذي يصل بصاحبه إلى تسليم قياده إلى أتفه التّافهين.
هذه الحالة يعبّر عنها المثل التّونسيّ: “دربكله يهبط يشطح”!
استغلّها بعض حثالة الإعلام للنّيل من قدره ومقامه وقتله رمزيّا…
حين نقسو في نقده فنحن نفعل ذلك حبّا وغيرة عليه وتعظيما لقدره، أمّا الذين يجدونها فرصة لتقزيمه والنّيل منه، فهم ينظرون إليه من ثقب إبرة، فلا يرون سوى موقف عابر في دقائق، وتعمى عيونهم عن عمر كامل حافل بما لم يعشه إلاّ القليل!
هو باختصار رجل استثنائيّ، أفسدته السياسة والإعلام!.