الأمين البوعزيزي
في ذكرى سبعة/11:
سقطت السياسة يوم تحول الحزب “الإشتراكي الدستوري” من حزب حاكم إلى حزب الحاكم… سقط بورڨيبة نتيجة حتمية لرفضه المعارضة وتنكره للدستور والنظام الجمهوري وقيم الحداثة التداولية… من ألهوه نفاقا خذلوه ساعة الانقلاب عليه مهانا مذلولا… حدث انقلاب سبعة نوفمبر 1987 من خارج رحم “الحزب الدستوري” (تصحيحا اصلاحيا) ومن خارج رحم المعارضة (ثورة شعبية).
كان انقلابا مخابراتيا على الجميع… وُلد التجمع جهازا في قبضة النظام البوليسي يبارك صنيعه.. كان “الدستوريون” مجرد جثة هامدة سلموا رقابهم دون مقاومة… وفروا غطاء أخلاقيا لصنيع لا أخلاق فيه… كانوا مجرد أسرى في قبضة جنرال في خدمة المخابرات الإيطالية يحيط به حثالات يسار متأورب تائب عن معارك الصراع /التحرر الطبقي… استفاد الجنرال المنقلب من أجواء دولية دشنها ريغان وتاتشر كاهني الرأسمالية المافيوزية التي أجهزت على الاتحاد السوفييتي وكتلته “الاشتراكية” المتصلبة الشرايين… فتك بالمشهد السياسي والنقابي في تونس واخترقه وروضه بقوادين ينافسون التجمع على تزييف الواقع… واستفاد ثانية عام 2001 من أكثر العمليات الاستخبارية غموضا وإجراما.. 11 سبتمبر 2001 … تفجير برجي التأله الامبريالي الرأسمالي على العالمين… وازداد نظام السابع الفاشي اللصوصي التابع تصلبا… لكن عشريتي التفويت في ما راكمه التونسيون بعرقهم على مدار عقود الدولة ما بعد الكولونيالية الذي سلمه الجنرال المنقلب إلى رأسمالية الحبايب من الأقرباء والأنسباء. فكان أن ثارت ثمرات الدولة (أجيالها المتمدرسة) على لصوص الدولة… وكان زلزال “التشغيل استحقاق يا عصابة السراق” مانفستو سبعطاش مسارا ثوريا متعاظما للإطاحة بنظام اللصوص البوليسي…
ومازال الاشتباك مستمرا بين منظومة الاذلال الوطني/الاجتماعي وأوفياء خيار زمن دولة المواطنين الاجتماعية السيادية بديلا عن نموذج الدولة الوطنجية المشتقة من كفيلها الكولونيالي استعمارية السلطة.
✍️الأمين البوعزيزي