أبجديات التفاوض
الأمين البوعزيزي
عندما تفاوض، أنت في قلب السياسة. فالتفاوض لا يكون إلا بين مختلفين حول تدبير العمومي.
التفاوض ليس أجندا لفرض خياراتك على من تفاوضه أو الخضوع استسلاما لخياراته، بل هو سعي حثيث نحو الوصول إلى مشترك تتقاطعان فيه.
التفاوض بين أطراف منتخبة يكون موضوعه الممكن الديموقراطي بين مختلفين منتَخَبين، ولا يكون موضوعه المزايدات الأيديولوجية لأزمنة المراهقة الطلابية والزغاريد الأيديولوجية المفوَّتة!!!
في التفاوض بين المختلفين نناقش المضامين أولا، وبعدها نناقش أدواتها الخاضعة للكفاءة والموازين. غير ذلك محاصصات بين سلطويين لإدارة الأمر الواقع عوضا عن تغييره.
التفاوض هو فن الوصول إلى نقاط التقاطع مع المختلف الذي قبلتَ بالجلوس إليه. وليس سعيا إلى الانتصار عليه في غير الساحات وبغير الأدوات!!!
إن كنت تروم النصر على من تعتبره عدوك، لا تفاوضه بل ارفع في وجهه السلاح (هناك ساحات النصر والاجهاز على العدو أو الانسحاق وأنت تواجه). أما الجنوح إلى الديموقراطية والاحتكام إلى الصندوق فيعقبهما اعتراف بالنتائج وضمانات الأقلي الخاسر (إلى حين) في مواجهة نزوعات هيمنة الأغلبي (الرابح إلى حين)!!!
إن قبلت بالمفاوضات وناقضت شروطها ومضامينها الممكنة مع من جلست إليهم ودفعتَ إلى المستحيل/ القطيعة، إما أنك جاهل أرعن وإما أنك مرتبط تنفذ أجندات أنت مجرد بُرغي وظيفي في ماكيناتها.
- المفاوضات تقاطعات: لا هيمنة أغلبية ولا مزايدات أقلية.
- المفاوضات تجري بين شركاء مختلفين لا بين أعداء متربصين.
✍️الأمين البوعزيزي