تدوينات تونسية

إقالات الربع ساعة الأخير ؟! تكتيك أم صحوة ضمير ؟

توفيق رمضان

هل هي إقالات ام استقالات ؟ لا يهم ذلك إلا هواة البحث عن البطل وراء كل حدث. إن كانت استقالة فانصار الزبيدي والجهيناوي سيجعلان منهما بطلين رفضا التشليك والعبث القيسي /الشاهدي فخرجوا علينا باستقالة مكتوبة بخط اليد للجهيناوي لا ختم لمكتب الضبط فيها، بينما رجعوا بنا إلى أن الزبيدي استقالته سابقة منذ أشهر لذلك هو مقاطع للمجالس الوزارية.
إن كان الجهيناوي منزعج للقاء رئيس الجمهورية بوزير خارجية ألمانيا دون حضوره ورأى فيه تعديا على الأعراف الديبلوماسية وخرقا للايتيكيت يجعله غير قادر على مواصلة العمل كما روج مريدوه فلماذا الغضب من الاقالة ؟

الزبيدي الذي تفرغ لحملته الرئاسية وصاحب التصريح الشهير بشأن الدبابتين وزادها كلامه البارحة «العسكر متاعي» الذي يخفي ذهنية الباي /محلة أحمد زروق وبعد مقاطعته للمجالس الوزارية وغياب أي انسجام له مع رئيس الحكومة إقالته ليست الا تفعيل لاستقالته. بقي الإشكال في التسمية هل اقالوهما ام استقالا ؟ وبما أننا في بلد كل شيء فيه بالتوافق نقول استقالوهما درءا للفتنة.
الجانب الثاني للمسألة هو لماذا الاقالة /الاستقالة الآن ونحن في الربع ساعة الأخير من حياة هذه الحكومة هل هي ارادة الرئيس أم حاجة في نفس يوسف قضاها له.
الزبيدي رغم تلويحه بالاستقالة منذ أوت كما يقولون، الود بينه وبين بمحمد الناصر هو ما جعله يواصل رغم توتر علاقته مع الشاهد وتصريحاته إبان الحملة الرئاسية وبعدها خير دليل.
أيام قليلة بعد خروج محمد الناصر من قرطاج يستقبل قيس سعيد الزبيدي وطلب منه مواصلة المهمة الى نهايتها القريبة (حسب رواية الزبيدي) ثم تكون الاقالة بعد لقاء الرئيس بالشاهد وهو ما يطرح سؤال ما الذي غير موقف الرئيس ؟
الجهيناوي الذي فاجأت إقالته /استقالته المتابعين فهل كانت نتيجة للقاء وزير خارجية ألمانيا دون حضوره وتعبيره عن عدم رضاه حسب بعض التصريحات المنسوبة اليه؟ أم ان تغييبه عن ذلك اللقاء كان تلميحا أو تصريحا له بأن أيامه معدودة ؟
البعض يروج إلى أن اقالة الجهيناوي هي تجسيد لفلسفة الرئيس وموقفه من التطبيع بحجة أن الجهيناوي مطبع مع الكيان لكن هذا الموقف يفقد كل أساس له بعد تعيين الباشطبجي مكانه وهو المطبع كذلك.
الإقالات والايقافات الاخيرة ظاهرها حرب على الفساد والمطبعين لكن هناك من يرى في باطنها تمهيدا لتوافقات معينة في تشكيلة الحكومة الجديدة بإظهار الشاهد في مظهر الرجل القوي والمتناغم مع رئيس الجمهورية والباحث عن الفضيلة والصلاح وأن ما كان يعيقه هو وجود رجل بمواصفات قيس سعيد في قرطاج. ما أقدم عليه السيد الرئيس /رئيس الحكومة هل هي حملة حق أريد بها حق؟ أم هي حملة حق أريد بها تأثير في المشهد السياسي بخلق سردية تكرس فكرة الرئيس البطل.

اترك رد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock